كشف تقرير حكومي أنّ المسيحية تتضاءل في بريطانيا منخفضة بشكل ملحوظ، مقابل ارتفاع عدد معتنقي الإسلام بنسبة 72%، حيث انخفض عدد المسيحيين من 40.2 ملايين إلى 36.1 ملايين، مع توقّعات بمزيد من الإنخفاض. 

ووفقاً للتقرير، لا تزال المسيحية أكبر جماعة دينية في المملكة المتحدة بهامش كبير، لكنّ أعداد الذين يبتعدون عن الكنيسة في تزايد مستمر، وينبغي أن يبذل رجال الدين جهوداً أكبر لمنع المزيد من التدهور.

وفي وقت سابق من هذا الشهر تمّ نشر مراجعة كيسي التي بيّنت أن الإسلام أصبح الآن أكبر ديانة غير مسيحية في المملكة المتحدة.

وفي الوقت نفسه يفيد تقرير منفصل نشرته شركة استشارات «بريرلي» بأنّ العضوية الكنسيّة في المملكة المتحدة قد انخفضت من 10.6 ملايين في العام 1930 إلى 5.5 ملايين في العام 2010، بحسب نشر الموقع الإخباري "إيلاف" ترجمة للتقرير.  

ضعف في القيادات الدينية

في الواقع، تم بناء أول مسجد في بريطانيا، مسجد شاه جهان، في ووكينغ، انكلترا في العام 1889، أما الآن فيقدر عدد المساجد في المملكة المتحدة بـ 1750. وفي هذه الأثناء ارتبطت المسيحية في بريطانيا إلى حد كبير بمهمة أوغسطين في العام 597 م، ولكن يُعتقد أنها وصلت إلى المستوى نفسه الذي سُجّل في القرن الأول ميلادي.

ويذكر تقرير كيسي: «إنّ القيادة الدينية ليست حتى اليوم قوية بما يكفي لمواجهة الأقلية الصاخبة التي تشوّه سمعة الدين وتؤثّر على مواقف الناس الذين يعتبرون الدين قوة مسيئة».

وأضاف التقرير: « لقد حدث تحول كبير في المشهد الديني للأمة، وتراجع عدد الأشخاص الذين يعترفون بمسيحيتهم، كما وارتفعت أعداد الذين يقولون إنهم لا يتبعون أي دين وازداد المنتمون إلى الأقليات الدينية التي يشكّل الإسلام الديانة الأكثر بروزاً بينها".

وأكد التقرير « أن هذا الارتفاع في تنوع الأديان والمعتقدات في المملكة المتحدة قد جعل التوترات بين الجماعات الدينية أكثر جلاء وأوجد علامات دينية أكثر وضوحاً، مثل نمو المساجد، كما أنّه أدّى إلى زيادة القلق – علماً أنّه لم يتمّ الاعتراف به أو مناقشته بشكل كاف».

الدينية متفوّقة على اللا دينية

ويشير تقرير كيسي إلى أنّ الأغلبية ما زالت متديّنة، حيث ينتمي 7 من أصل 10 إلى ديانة محددة، « يبقى المسيحيون هم الأكثرية، في حين أن ربع السكان لا ينتمون إلى أي دين، غير أنّ نسبة المسيحيين هبطت من 70% إلى 59% بينما نمت نسبة اللا دينيين من 17% إلى 26%».

وقال التقرير «إن عدد الأشخاص الذين ينتمون إلى الديانات الرئيسة الأخرى قد ارتفع، باستثناء السكان اليهود إذ بقي عددهم هو نفسه تقريباً، ومن بين الجماعات الدينية نما بشكل أكبر عدد الناس الذين يعتبرون أنفسهم مسلمين، بزيادة تبلغ 1.2 مليون شخص».

وأضاف التقرير: «هذا الارتفاع الذي تبلغ نسبته 72% يُعتبر أعلى من أي ارتفاع شهدته أي مجموعة دينية أخرى، ويشكّل المسلمون أكبر عدد من السكان المتدينين غير المسيحيين في المملكة المتحدة بمجموع يبلغ 2.8 مليون، مقابل 0.8 مليون هندوسي و0.4 مليون سيخي، و0.3 مليون يهودي و0.3 مليون بوذي».

بينما يشير تقرير شركة استشارات بريرلي إلى أنّ «العضوية الكنسية في المملكة المتحدة قد تراجعت من 10.6 ملايين في العام 1930 إلى 5.5 ملايين في العام 2010، أي من 30% إلى 11.2%، وبحلول العام 2013، انخفض هذا العدد أكثر فوصل إلى 5.4 ملايين (10.3%). وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن العضوية ستهبط إلى 8.4% بحلول العام 2025، وفي انكلترا، من المتوقع أن تنخفض العضوية إلى 2.53 ملايين (4.3% من السكان) بحلول العام 2025».

مبادرة كنسيّة مشجّعة

لكنّ كنيسة إنجلترا تقول إنّها أطلقت مبادرة جديدة لتشجيع الناس على اتّباع الدين، وقال متحدث باسم الكنيسة إنّ المسيحية لا تزال أكبر ديانة في انكلترا مع 31.5 ملايين نسمة، حيث يعترف 59.4% من السكان بمسيحيتهم.

وتؤكد هذه النتائج أن إنكلترا لا تزال أمة مؤمنة، وتبقى بلداً تحدّد فيه الغالبية الدور الذي يؤدّيه الدين في حياتهم. وفي الحقيقة، لا تزال المسيحية الديانة الأكثر شعبية في إنكلترا- حيث يقوم ستة من كل عشرة أشخاص بالتعريف عن أنفسهم على أنهم مسيحيون. وعندما تُحتسب جميع الأديان معاً، يبلغ المتدينون ثلثي الأمة – حيث يعترف كل شخصين من أصل ثلاثة بالانتماء إلى دين محدّد.

ولا يقتصر عمل كنيسة إنجلترا على أولئك الذين يعلنون انتماءهم المسيحي. فهي ستستمر في خدمة الناس من جميع الأديان وكذلك غير المتدينين، في الرعايا والمدارس والمشاريع المجتمعية ومن خلال 23.2 ملايين ساعة من العمل التطوعي يساهم بها رواد الكنيسة خارج كنيستهم المحلية لصالح المجتمع المحلي.

وأضاف التقرير: «خلال العقد الماضي وحده، عمّدت كنيسة إنجلترا معدّل 2500 شخص في الأسبوع - مع زيادة 40% في تعميد الراشدين - وأجرت أكثر من 100 حفلة زفاف في الأسبوع، واحتفلت بترسيم أكثر من 5000 كاهن جديد وقامت بصيانة أكثر من 16 ألف مبنى كنيسة أو رعية. وفي حين أغلقت 253 كنيسة في العقد الماضي، تمّ تدشين ألف تجمّع جديد من خلال مبادرة التعبير الجديد (Fresh Expressions)».