أحدث الأخبار
  • 08:06 . لتحسين سمعة أبوظبي الحقوقية.. اتهامات بالغسيل الرياضي تلاحق رابطة كرة السلة الأميركي... المزيد
  • 08:04 . النائب العام يأمر بالتحقيق مع مواطن بسبب السفر إلى لبنان... المزيد
  • 06:25 . بنك الشارقة يُنجز إصدار صكوك بقيمة 750 مليون دولار لحكومة الإمارة... المزيد
  • 06:25 . النفط يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بدعم توترات الشرق الأوسط... المزيد
  • 06:24 . فرنسا تستدعي سفير الإحتلال بعد الهجمات على مواقع اليونيفيل في لبنان... المزيد
  • 06:23 . خبراء أمميون: غزة تشهد أقسى أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية... المزيد
  • 06:21 . الذهب يلمع بعد بيانات تعزز رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية... المزيد
  • 11:29 . إيران: برنامجنا النووي خط أحمر... المزيد
  • 11:28 . الملك تشارلز الثالث يستقبل أمير قطر مطلع ديسمبر المقبل... المزيد
  • 11:27 . اليابان تهزم السعودية وقطر تتخطى قرغيزستان في تصفيات كأس العالم 2026... المزيد
  • 11:26 . تركيا تطمح لرفع التجارة الخارجية مع الإمارات إلى 40 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . إعصار ميلتون يضرب فلوريدا ويخلف 10 قتلى ويقطع الكهرباء عن ملايين المنازل... المزيد
  • 11:25 . منتخبنا الوطني يُفرّط في الفوز ويتعادل أمام كوريا الشمالية في تصفيات مونديال 2026... المزيد
  • 11:24 . "الأرصاد" يحذر من منخفض مداري في بحر العرب منتصف الشهر الجاري... المزيد
  • 11:01 . مقتل وإصابة العشرات في هجوم على منجم فحم بإقليم بلوشستان الباكستاني... المزيد
  • 11:22 . هل تنجح أبوظبي في إبعاد الأسد عن الحرب (الإيرانية - الإسرائيلية)؟... المزيد

الطائفية تحطم الوطنية

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001


الولايات المتحدة الأميركية، التي تأسست عن طريق اتحاد 13 مستعمرة بريطانية عام 1776م، وخاضت حروباً أهلية طاحنة حتى تم الاتحاد الذي نعرفه اليوم، تخيل أن ذلك الاتحاد قام على مبدأ المحاصصة الطائفية أو العرقية أو الدينية، هل ستكون لدينا أقوى دولة في العالم؟ أميركا قامت على دستور تم اعتماده عام 1787 جعل تلك الولايات المختلفة متحدة تحت قيادة مركزية في واشنطن العاصمة، وتم تطوير وثيقة الحقوق عام 1791 لتضمن الحقوق المدنية الأساسية والحريات لكل مواطن أميركي مهما كان اعتقاده أو عرقه.

في مقابل هذه الصورة الوردية من حيث التأسيس والتطبيق، دعوني أسوق لكم مثلاً لشعب نحبه جميعاً ونحترمه، لأن مواطنيه بلغوا من الرقي مكانة جعلت قلوب من يتعامل معهم يحبهم، إنه لبنان والذي الذي استقل رسمياً 1943 واعتمد اسم الجمهورية اللبنانية، لكن هذا الشعب الذي يتكون من 18 طائفة معترف بها، تجده يعرف على أنه جمهورية ديمقراطية برلمانية طوائفية توزع السلطات على طوائف مختلفة، فرئيس الجمهورية ماروني ورئيس الوزراء مسلم سُني رئيس مجلس النواب شيعي، وتقوم الطوائف المختلفة بالتفاعل مع الأحداث في لبنان حسب مصالحها، على عكس الولايات المتحدة التي ضمنت منذ تأسيسها بناء اتحاد وطني وسياسي تأتي صورة لبنان مناقضة لذلك فقامت هذه الجمهورية على أسس طائفية، والنتيجة هي الحروب الأهلية المتتالية، وأصبح لبنان يعيش حروباً بالوكالة نتيجة التحزبات والولاءات الخارجية. قد يستغرب البعض عن سر هذه المقدمة التاريخية.

ما يشهده العراق اليوم من بوادر حرب أهلية طاحنة استدعى في ذهني هاتين الصورتين من التاريخ، فهل العراق المتحد نحى منحى الولايات المتحدة الأميركية، أم أن الصورة اللبنانية هي الأقرب لكن بمقياس كبير جداً يؤهل المنطقة كلها لمزيد من الحروب والصراعات؟ للأسف الشديد من يدرس تاريخ العراق المعاصر يجد فيه تكراراً للأخطاء التي وقع فيها أهل لبنان، فكأن الصورة الفرنسية للتركيبة اللبنانية طبقها الأميركيون لتكون نموذجاً عراقياً ديمقراطياً طائفياً يضمن استمرار الصراع على السلطة بين الأقطاب المختلفة، ويؤكد حقيقة أن العراق لن يعود دولة قوية عبر الزمن، فكلما تقادم هذا النظام الطائفي غير الوطني، ابتعدت الأعراق والأحزاب والطوائف عن بعضها، ولجأت إلى الخارج تستغيث بمن يمدها بالمال والسلاح تارة، ومن يؤجج نار الحرب الأهلية تارة أخرى.

لن يعود العراق إلى مجده حتى يزيل كل مظاهر العنصرية الطائفية من جذورها، ويتخلص من قادة الفتن، الذين ينادون علناً بالوحدة الوطنية، لكنهم في محافلهم وفي حقيقة أمرهم ينفذون أجندات طائفية غير وطنية.

وما نشهده اليوم من حروب إعلامية وفكرية تبثها القنوات المختلفة حسب مرجعياتها الفكرية والعقدية، يؤكد لكل عاقل أن هذا الطريق لن يقود العراق العريق إلى الجمهورية العراقية المتحدة، لكنه درب للهاوية والسقوط في مآسي الحروب الأهلية المستمرة، فكلما هدأ الوضع وأخذ الناس اتجاههم في طريق الاقتصاد القوي والبنية التحتية والمعرفية الراقية، تنادى أهل الفتن إلى مذاهبهم كي تراق الدماء من جديد.

العراق‏‭ ‬اليوم‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬وطنية‭ ‬صادقة،‭ ‬لن‭ ‬تأتي‭ ‬بها‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬الحزبية‭ ‬ولا‭ ‬المذهبية، ‬لكنها‭ ‬نتيجة‭ ‬حراك‭ ‬جماهيري‭ ‬يقول‭ ‬لكل‭ ‬حزبي‭ ‬أو‭ ‬مذهبي:‭ ‬لن‭ ‬نكرر‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬الطائفية‭ ‬‭،‬فنحن‭ ‬أمة‭ ‬قوية‭ ‬لها‭ ‬أصولها‭ ‬وجذورها‭ ‬التاريخية‭ ،‬ولا‭ ‬تنقصنا‭ ‬سوى‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تدمرها‭ ‬الطائفية‭.