أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

الكاتب الحقيقي

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 21-05-2017


كان يشتغل على إنجاز مشروع كبير، تنقل به بين أكثر من دولة، وعبر الحدود كانت حروب داعش والأنظمة والعصابات تطارد الحياة في كل شيء، فكان يحمل مشروعه ويهرب به بعيداً، ومع كل محاولاته للتشبث بحلمه أو مشروع حياته، إلا أن المشتغلين به نازعوه الأمر واتهموه بالديكتاتورية لأنه لا يستمع لآراء الشركاء، هو لم يكن ينفي التهمة، لكن ليس من منطلق الديكتاتورية الفارغة .

بل لأنه كان الوحيد العالم والعارف بكل تفاصيل المشروع والعمل، بينما هم لا علاقة لهم بأي شيء من تلك المعرفة، وكان تدخلهم ليس لإضافة شيء أو تعديل أمر خطأ بقدر ما كان لإثبات الوجود ورفع الصوت وامتحان قدرته على احتمال استفزازاتهم، ذلك يحدث لكثيرين من حولنا، حين يتهمهم من معهم بالديكتاتورية لأنهم لم ينصتوا لكل رأي ولم يهزوا رؤوسهم موافقين أو مجاملين لكل من يحاول أن يتدخل فيما لا يعنيه!!

انتهى الأمر بصاحبنا أن يجلس في شرفة واسعة في شقة بسيطة خالية إلا منه تطل على بحر مرمرة، يقرأ أكواماً من الكتب والمسودات والترجمات عن تاريخ فرنسا في حقبة احتلالها للجزائر، وكيف أن واحدة من أساليب الاستعمار الفرنسي يومها هي التسلل لعقول الناس ومحاولة اللعب أو التخريب أو التضليل، لتزييف أو تشويه الفكرة التي آمن بها الناس وانطلقوا منها للنضال أو المقاومة، كأن يطلق المستعمر ـ كما فعل الفرنسيون ـ إشاعة أن الذين يقاومونه مجرد مشعوذين ومتصوفين يسخرون الجن مثلاً في عملياتهم القتالية، وقد استخدموا ـ كما تقول المصادر ـ ساحراً شهيراً في تلك الفترة للقيام بعروض مسرحية لتأكيد الفكرة وإخافة الناس وتنفيرهم من أولئك «الشياطين»!!

لفت انتباهي هذا الجهد الكبير الذي يبذله الرجل في القراءة والبحث من أجل تجميع جزيئات الصورة التي يحاول تكوينها لذلك العصر الذي قرر أن يكون خلفية لأحداث روايته التي يعكف على كتابتها، وحتى إن لم يكن سيستعين بكل تلك المعلومات التي يجمعها ويقرؤها، كما يقول، فإنه من اللازم أن يلم بكل تفاصيل ذلك العهد أو تلك الحقبة، لا يجوز ولا يصح أن يكون الكاتب أو الروائي غافلاً أو جاهلاً بأي شيء له صلة بعمله أو روايته، ذلك عيب كبير وغير مغتفر.

ولذلك فإن كتاب الغرب وبعض كتاب العرب المعدودين على أصابع اليد من يجتهد ويمضي سنوات في تجميع مادة كتابه أو روايته، لتأتي في النهاية عملاً محكماً وناجحاً، لأنه نتاج جهد وبحث دؤوب، ذلك يختلف تماماً عن الكتاب الذين يستسهلون الكتابة باعتبارها تمضية وقت فراغ وصولاً لشهرة زائفة لا أكثر!