أصدر الناشط الإماراتي حمد الشامسي، مجموعة من التغريدات المصورة القصيرة على برنامج (سناب شات) الشهير، قبل أن يقوم بتجميعها وبثها على موقع (يوتيوب)، بهدف الرد على الافتراءات التي تضمنها برنامج دهاليز الظلام، والذي بث عبر قناة أبوظبي الفضائية على أربعة أجزاء.

في المقطع الأول رد الشامسي على الجزئية المتعلقة بسرية دعوة الإصلاح في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتساءل "كيف تكون سرية والشيخ محمد بن زايد اجتمع بهم في سنة 2003؟! وهل يمكن للشيخ أن يجتمع مع دعوة سرية؟! وهل هناك دعوة سرية لها موقع إلكتروني وتنشر موادها على مواقع التواصل الاجتماعي؟!"

وركز الشامسي على أن "البرنامج أقرب للمسلسل الدرامي من كونه برنامج وثائقي، لأنه وببساطة يفتقد للأدلة".

وفي المقطع الثاني تحدث الشامسي عن الجهد الذي يبذله جهاز الأمن في دولة الإمارات لتشويه صورة دعوة الإصلاح. وكيف أنه وظف كل وسائل الإعلام المتاحة لذلك.

ووصف الشامسي ممارسات جهاز الأمن ب"الأكاذيب"، وأن الهدف من ورائها تشويه صورة رموز الدعوة ليس إلا. وأكد على أن المواقع التي تعمل على نشر هذه المواد والمعلومات المكذوبة تابعة وممولة من جهاز الأمن في الدولة.

في المقطع الثالث توقف الشامسي مع الحلقة الأخيرة من البرنامج، وتساءل: "لماذا المقاطع الصوتية التي وردت في الحلقة دون أسماء؟ هل لا يعرف جهاز الأمن هؤلاء الأشخاص؟ ولماذا لا يعمل على اعتقالهم؟".

وأشار الشامسي إلى أن هذه المصادر ليست سوا "مسامير" أي متعاونين مع جهاز الأمن ولا يريد الجهاز كشف هذه المصادر!!
وتحدى الشامسي أن يقوم جهاز الأمن بنشر هذه المقاطع كاملة على (اليوتيوب).

يذكر أن دعوة الإصلاح ورموزها المعتقلين في السجون الإماراتية يتعرضون لحملة تشويه واسعة وممنهجة من قبل جهاز الأمن في الدولة، على حد ما يقوله متعاطفون مع دعوة الإصلاح.

وكانت قناة أبوظبي بثت برنامجا وثائقيا من أربع حلقات بعنوان "دهاليز النظام"، تحدث فيه عدد من الموظفين الإماراتيين في وظائف رسمية رفيعة، وقدموا فيه رواية أخرى حول دعوة الإصلاح التي صنفتها أبوظبي في قائمة "المنظمات الإرهابية". 

والبرنامج حاول ربط أعضاء جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي بجماعة الإخوان المسلمين وإظهار ولائهم للخارج، ولكن مراقبين أشاروا إلى ضعف هذه الرواية لأن البرنامج لم يقدم أية أدلة تشير إلى أي علاقة بين دعوة الإصلاح أو جمعية الإصلاح الإماراتية الوطنية وأي جماعة خارج الدولة، ورأوا أن البرنامج كرر اتهامات سابقة وردت في كتاب "السراب" لجمال السويدي أو أدبيات السلطات المعروفة حول الإخوان بصفة عامة وتم إسقاطها على دعوة الإصلاح.

واستدل المراقبون، أنه عندما تم اتهام دعوة الإصلاح بالتطرف والكراهية والتحريض على حكام الدولة لجأ البرنامج إلى أقوال مقتبسة من كتب شخصيات مصرية دون أن يوضح مدى العلاقة بين كتب تاريخية وبين أبناء الإمارات.

وفي رمضان الماضي بثت قناة أبوظبي أيضا مسلسل بعنوان "خيانة وطن"، حول دعوة الإصلاح، وقد أصدرت بيانا في حينه نفت ما ورد في المسلسل جملة وتفصيلا.

وللدولة رؤية حول دعوة الإصلاح وجماعة الإخوان المسلمين بصفة عامة، إذ تحاول دائما ربطهم بالإرهاب، وعندما لم تجد أي أدلة على ذلك، أخذت روايتها تركز على ربط "التطرف" بالإرهاب وإثبات أن التطرف والإرهاب شيئا واحدا بل إن الإرهاب ناتج عن التطرف، ومع ذلك ينفي القطاع العريض من الإماراتيين المنتسبين أو المتعاطفين مع دعوة الإصلاح أي علاقة لهم بالتطرف والإرهاب، مستدلين على تاريخهم الوطني ومشاركتهم الوطنية طوال العقود السابقة في بناء مسيرة الوطن، وفي عدم اقتناع أي دولة في العالم بوجهة نظر الإمارات هذه حتى ترامب وديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق، وغيرهم الكثير.