أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

المشككون الجدد

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 26-05-2017


رحم الله الفيلسوف الدكتور عبدالرحمن بدوي الذي ندم في أواخر حياته على مخاصمته للدين طوال أكثر من نصف قرن، بعد أن درس الإسلام بصورة واسعة وعميقة، من مصادره الأصلية، وأخذ معارفه عنه من متخصصين ذوي ثقة، وليس من مستشرقين أو أشخاص مغرضين، فتخلى عن كل ما سبق أن كتبه من آراء تتصادم مع العقيدة الإسلامية، بل جنّد نفسه لخدمة الدين الإسلامي والدفاع عن القرآن الكريم. وهذا ما فعله أيضاً كثير ممن درسوا الإسلام فزالت عن عيونهم الصورة المشوهة حوله، وانخرطوا في خدمته والدفاع عنه.

والظاهرة التي نلاحظها اليوم في العالم العربي أن بعض المثقفين والمفكرين من أبناء التيارات والأيديولوجيات المختلفة، عندما يجدون أنفسهم غير قادرين على الإبداع والتجديد في مجالاتهم، وأنهم أصبحوا في زوايا النسيان، غالباً ما يتجهون إلى الدين باحثين عن معارف ومصادر وأشخاص يشوهونه من خلالها، وافتعال ضجة من خلال آراء وتصريحات شاذة، على أساس أن ذلك يمثل تجديداً في الخطاب الديني.. بيد أن الهدف الأساسي هو لفت الأنظار إليهم. وهم غالباً ما يقومون بذلك لعدم علمهم بحقيقة المكانة السامية التي يمثلها رموز التاريخ الإسلامي، من علماء ومجتهدين ومفكرين وقادة.. فيسارعون إلى الكتابة والتصريح ضد هؤلاء بغية الإساءة والإثارة. والحقيقة أن جهلهم بهؤلاء، وبحقيقة الإسلام وتاريخه ككل، دفعهم للوصول إلى مثل هذه المرحلة من استهداف علماء الإسلام وأبطاله، وحتى بعض معتقدات أهله. وهذا النيل لم يأت عفوياً أو من فراغ، بل جاء نتيجة التأثر بما كتبته أو قالته أجيال من المستشرقين ظلت تحاول دفع المجتمعات المسلمة إلى اعتناق مركب الشك في الدين.

وللأسف فإن «المشككين الجدد» يظنون أن هذا الطريق سوف يفتح لهم أبواب الشهرة، والحقيقة أنه قد يفتح أبواب التطرف وثقافة رفض الآخر. فالتجديد في الخطاب الإسلامي قضية محسومة منذ بداية الدعوة الإسلامية، قبل أن يدخل هؤلاء بمزايداتهم الخاطئة وشطحاتهم الفكرية وتصريحاتهم الشاذة. فالتجديد في الخطاب الإسلامي، كما يقول فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، من لوازم الشريعة الإسلامية، وقد بدأ مع بداية الإسلام، وأول مجدد فيه هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم نفسه. ثم يوضح الدكتور الطيب قائلاً: «إن أركان الإسلام جاءت بطريقة جديدة، وإن الرسول لم يعلن عن الإسلام دفعة واحدة، وإن بناء الإسلام جاء بالتدريج حتى اكتمل، وإن كثيراً من الأحكام ظهرت ثم نسخت وبعضها حذف وبعضها شُذب». ويضرب مثالاً على ذلك بالربا والخمر، ثم يضيف: لقد استمر التجديد في عهد الصحابة، حتى أنهم أجمعوا على وقف سهم من مصارف الزكاة مذكور في القرآن، حيث أجمعوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم على وقف الصرف لهذا السهم مع أنه مذكور في القرآن، وهذا من التجديد لأنهم أدركوا أن الحكم مرتبط بعلة وهذه العلة لم تعد موجودة.. وسار على هذا علماء الأمة.

لكن بعض «التأصيلات» تجانب الصواب حين تطلع بها عقول مسيسة تفتقر لفهم الدين ومقاصده الكبرى.. وهذا هو سبب اتساع مثل هذه الظاهرة الخطيرة.