أحدث الأخبار
  • 06:53 . سلطان القاسمي يوجه بتوصيل الغاز الطبيعي لجميع مناطق الشارقة... المزيد
  • 06:42 . الأمم المتحدة: الحرب في السودان تسبب موجة نزوح جديدة نحو تشاد... المزيد
  • 06:24 . الاتحاد الأوروبي يعقد أول قمة مع الخليجيين بهدف كسب المزيد من الدعم الدولي... المزيد
  • 05:53 . وزير الخارجية الهندي يزور باكستان لأول مرة منذ عقد... المزيد
  • 04:03 . موقع يهودي: أبوظبي غير راضية عن السفير الذي اختاره نتنياهو لديها... المزيد
  • 11:52 . فرنسا تمنع "إسرائيل" من المشاركة في معرض الدفاع البحري... المزيد
  • 11:51 . شهداء وجرحى في مجازر جديدة للاحتلال بعدة مناطق بغزة... المزيد
  • 11:49 . قطر تتجرع خسارة قاسية أمام إيران في تصفيات كأس العالم... المزيد
  • 11:49 . ثلاثية ميسي تقود الأرجنتين لفوز ساحق على بوليفيا بتصفيات كأس العالم... المزيد
  • 11:47 . النفط يرتفع مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الصراع بالشرق الأوسط... المزيد
  • 11:46 . الذهب يصعد مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية... المزيد
  • 11:46 . قطر: لا نقبل أي هجمات من أراضينا على أي دولة... المزيد
  • 11:44 . "جي 42": سنعمل مع أي رئيس قادم في أمريكا لتحقيق أهدافنا التكنولوجية... المزيد
  • 11:43 . "أدنوك" تستحوذ على 86% من أكبر مصدِّر بحري عالمياً لليوريا والأمونيا... المزيد
  • 10:12 . "فلاي دبي" تدعو لزيادة عدد شركات تصنيع الطائرات لكسر الاحتكار... المزيد
  • 10:11 . منتخبنا الوطني يخسر أمام أوزبكستان في تصفيات كأس العالم... المزيد

«داعش».. ذراع التقسيم

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 30-11--0001


منذ غزت «داعش» العراق واستولت على الموصل وما صادفت في طريقها من محافظات، تسارعت التحليلات الغربية في التأكيد على وقوع الانقسام «المطلوب» في العراق اليوم أو غداً سواء انقسام الأرض الواحدة، أو انقسام الاثنيات على تلك الأرض، كل حسب موقعها ومساحتها الجغرافية.

فإذا كان الحديث عن «داعش» باعتبارها «قاعدة» أخرى أو ثانية أطلت برأسها كي تكرس التقسيم الذي يتخطى حدود الدول، فإن التعامل في صدها أو دحرها سيأخذ وقتاً طويلاً، لأنها لا تعتمد على فلسفة الحروب المباشرة.

وأما إذا كانت «داعش» جناحاً سنيّاً مقابل الجناح الشيعي، فإن الصراع بين الجناحين سيتحول عاجلاً أم آجلاً إلى حرب أهلية، لا تعرف حدوداً للوطن ولا قيمة للإنسان الذي لا يتعامل مع الآخرين بمكونه العرقي، أو الطائفي، أو المذهبي، أو أي مسمى آخر يمكن اختراعه في المستقبل، فصراع هذين الجناحين بدل أن يطير بالأوطان إلى الذرى فستساهم في إلصاقها بالثرى، سواء كان هذا الصراع في العراق أو أي دولة أخرى لديها أكثر من مكون بشري وفقاً للدين أو العرق أو المذهب.

إن ما قامت به «داعش» في العراق يجب أن نقف عنده كثيراً حتى لا نعيش طويلاً مع المفاجأة التي ينبغي أن ينتهي مفعولها بانتهاء الحدث الآني، وبعد ذلك الحاجة إلى التفكير العملي فيما بعد «داعش» وهذا مهم لأن ردّات الفعل المفاجئة كذلك ضد «داعش» بأي أسلوب كان أيضاً يخلق مشكلات أخرى قد لا تكون في الحسبان، خاصة إذا كانت «داعش» حصان طروادة لأكثر من جهة يراد من خلاله تكريس الانقسامات في العالم العربي، وإعادة رسم خريطة المنطقة وفقاً لهذا المستجد فيما يحدث في العراق.

وفي المقابل، فإن الوجه الآخر الذي يكرس الطائفية في المجتمع العراقي المتمثل في رد الفعل عند المالكي على هذا الأساس يسرّع من دخول كل أطياف المجتمع في حرب أهلية سيدفع فيها العراق الوطن والدولة الثمن الباهظ، لأن العراق لم تُشف جراحه بعد من آثار الحرب العراقية الإيرانية، ولا حرب غزو الكويت، ولا الحرب الأميركية للاحتلال، فهل بعد ذلك يمكن أن يحتمل العراق حرباً طائفية ليس هي بحاجة إليها أصلاً مهما كانت الدوافع والمبررات المستجدة على الساحة العراقية. فلا يمكن اليوم أن يحل العراق مشاكله الداخلية عبر نفق لم تكن موجودة طوال العهود السالفة، فإحياؤها فيه موت الأوطان والإنسان في آن.

ولابد أن ندرك أن هذا الانقسام الذي يراد فرضه على أنه واقع يجب التعامل معه بدل منعه لا يعني العراق فقط، فالعالم العربي اليوم في ظل هذه الأوضاع غير المستقرة في بعض أجزائه معرض لخطورة هذا التقسيم المجحف، ولن يكون ذلك طريقاً حريرياً مفروشاً لحل المشكلات الآنية.

فالحديث عن دولة «داعشتان» المزعومة التي تمتد من الرقة في سوريا إلى العراق حيث تصل إليه أرجل المقاتلين، ومن ثم حث الأكراد لإنشاء دولتهم الصغرى بدل الحلم الأكبر، ومن الاستمرار في الحديث عن دولة «علوية» في سوريا واستعداد النظام السوري لتقبل الأمر بكل أريحية، هذه التسريبات التي نقرأ أدبياتها بين حين وآخر لا يمكن أن تسري في بعض وسائل الإعلام الغربية اعتباطاً.

فإذا كان يراد أن تكون البداية لهذا التقسيم مع «داعش» فإن الرضا بهذا الواقع أيضاً يعني السماح للآخرين بفرض أجنداتهم التقسيمية الخفية- المعلنة بحيث يكون تقبل مثل هذه الطروحات والسيناريوهات جزءاً من الواقع الذي يراد تغيير رسمه وفقاً لإرادة الآخرين سواء عن طريق «داعش» أو غيرها من التنظيمات التي تسعى «للخلافة» عبر تهشيم جدران الأوطان غير المستقرة وحتى المستقرة.