أحدث الأخبار
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد

ذكريات 15 يوليو

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 16-07-2017


أحيت تركيا أمس السبت، الذكرى السنوية الأولى لإفشال محاولة الانقلاب التي قام بها ضباط موالون للكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة كولن، في 15 يوليو من العام الماضي. وخرج الملايين من المواطنين إلى الشوارع والساحات في جميع أنحاء البلاد، كما خرجوا في تلك الليلة، ولكن هذه المرة للاحتفال بذكرى الانتصار العظيم الذي حققه الشعب التركي قبل عام ضد الانقلابيين.
الذكريات الخالدة التي عشناها في ليلة التصدي لمحاولة الانقلاب حفرت في أذهاننا، ولا يمكن أن ننساها بأي حال. صور ومشاهد رسمها الشعب التركي بدماء أبنائه وفلذات أكباده، لتشكل أمثلة رائعة للتضحية من أجل الوطن والحرية يكتبها التاريخ بماء الذهب.
البطولات التي سطرها الشعب التركي في تلك الليلة مسجلة بالصوت والصورة، ولا يمكن أن ينكرها عاقل. أذكر أن مراسلاً لإحدى القنوات التركية خلال تغطيته للأحداث التي جرت أمام مبنى بلدية اسطنبول قال إن الناس خائفون، إلا أن المواطنين المتواجدين في المكان عاتبوا المراسل أثناء البث المباشر، وتدخل أحدهم قائلاً: «لا تكذب، ليس هناك أي خوف»، وأضاف آخر: «إن كان طيب أردوغان سيُقتل فنحن أيضاً سنُقتل».
معظم الشهداء الذين سقطوا في تلك الليلة خرجوا من بيوتهم بعد أن توضؤوا وصلوا ركعتين، لأنهم كانوا يدركون خطورة الوضع، ويعرفون أنهم قد لا يرجعون إلى بيوتهم. ومع ذلك، خرجوا للدفاع عن حرية وطنهم ومستقبل أبنائهم، لأنهم اعتبروا محاولة الانقلاب محاولة الاحتلال.
وفي تلك الليلة، تلقى كبير مستشاري رئيس الجمهورية، مصطفى وارانك، اتصالاً من مدير مكتب وزير الصحة التركي يخبره بأن أخاه الكبير البروفيسور إلهان وارانك قد يكون مصاباً، ما دفعه للاتصال بهاتف أخيه الكبير، إلا أن شخصاً لا يعرفه رد عليه وقال له: «أخي.. صاحب هذا الهاتف كان رجلاً شجاعاً للغاية، ولكنه أصيب قبل قليل، ونقلوه إلى المستشفى». ولم يكن آنذاك يعرف هل هو على قيد الحياة أم فارق هذه الدنيا، وعلم فيما بعد استشهاده برصاص الانقلابيين.
آباء شهداء 15 يوليو وأمهاتهم يبكون على فراق فلذات أكبادهم، ولكنهم يؤكدون أنهم فخورون بهم وبما قاموا به من أجل الوطن، ويقولون إنهم لو عادوا إلى تلك الليلة لما طلبوا من أبنائهم: عدم الخروج، مشددين على أنهم مستعدون لتقديم أنفسهم وباقي أبنائهم فداء للوطن.
المواطن التركي موسى إلهان، أصيب في تلك الليلة خلال تصديه للانقلابيين، واستقرت الرصاصة بالقرب من قلبه، ولكنه لم يمت. ورقد في المستشفى أسبوعاً كاملاً في الغيبوبة. ولما استيقظ كان أول ما سأله هو: «هل تم إنقاذ الوطن؟»
حاول الأطباء إخراج الرصاصة من بدن موسى، ولكنهم لم ينجحوا بسبب خطورة العملية لقرب الرصاصة من القلب. ويقول موسى، البالغ من العمر 39 عاماً، إنه سيحمل هذه الرصاصة في بدنه طوال عمره كميدالية يفتخر بها. وفي المستشفى، قال له الأطباء: «أنت محظوظ»، إلا أن لموسى رأياً آخر ويقول: «لو كنت محظوظاً لكنت اليوم شهيداً».
هذا مجرد غيض من فيض ذكريات 15 يوليو. وما شاهدته في تلك اللحظات الحاسمة يدل على أن الشعب التركي يعشق وطنه، ويقبل على الاستشهاد من أجل الدفاع عن حريته دون أدنى خوف أو تردد.;