أحدث الأخبار
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد

الاستعداد والقابلية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-07-2017


في كتابه «شروط النهضة» الصادر منتصف القرن الماضي، يذكر المفكر الجزائري مالك بن نبي حقيقة ساطعة حول ما يتركه الاستعمار من أثر في سكان المستعمرات، حين يمنحها استقلالها ويرحل، أو حين تفكر أمة في السيطرة على أمة أخرى، فيقول «لقد رحل الاستعمار عن بلاد العرب لكنه ترك في شعوبها القابلية للاستعمار»، والقابلية للاستعمار تعني ترك مقومات شديدة التأثير تستطيع أن تحافظ على وجود هيمنة ونفوذ ومصالح المستعمر أو المهيمن داخل تلك المجتمعات، كاللغة مثلاً، وبعض الشرائح الموالية له!

هذا يجعل الشعوب على استعداد لقبول الاستعمار مجدداً إذا اجتاحهم ثانية، وهو لن يأتيهم كما كان يفعل في الماضي غازياً بجيوشه وأساطيله ودباباته، انتهى هذا الزمن، نحن اليوم نمثل آخر السلالات التي تشهد اللقطات الأخيرة ربما من حروب الطائرات والقنابل والبوارج. لن تتوقف الحروب ولن يترفع الإنسان عن شهوة القتل حتماً، لكن الأشكال والأدوات ستتغير، وستكون أكثر ملاءمة وفتكاً وأسرع كثيراً مما هي عليه الحال هذه الأيام. نحن مقبلون على حروب إلكترونية وجرثومية وكيميائية يبشرون اليوم بها على طريقتهم ويمهدون لها الطريق!

المخيف هو ما تحدث عنه الفيلسوف «الاستعداد والقابلية» عند الأجيال الجديدة.

لهذا كله، فكلما فتحت صفحة تريد تصفحها ولو بطريق الخطأ، وكلما دخلت متجراً للتطبيقات في أجهزتك الذكية لتحميل تطبيق ما، خرجت لك ألعاب خبيثة أبطالها نساء عاريات بآذان طويلة، أو تنانين مخيفة، أو مصارعون مرعبون أو وحوش آدمية مهندسة وراثياً أنتجت في النهاية مخلوقات في منتصف الطريق بين البشر والوحوش، كلهم يمتطون آليات غريبة تقتل وتدمر وتفني كل ما يقع في طريقها، كل هذه «الألعاب» تعرض عليك مجاناً لتجربتها، وحين تدمن عليها جسدياً ونفسياً تفاجئك رسالة مفادها «بقيت ثلاثة أيام على انتهاء مدة التجريب المجاني» وستشتريها حتماً في تلك اللحظة، فماذا تعني بالنسبة لك حفنة دراهم بسيطة؟

الحكاية أخطر من الدراهم التي تدفع لشراء هذه الألعاب، فهذه الألعاب مصممة للمراهقين والمراهقات، أي للجيل العربي الصغير الجديد الذي يجهز لخوض تلك الحروب، لتقبلها وربما للمشاركة فيها، حتى ولو باللامبالاة والسكوت، فأنت تفقد الإحساس تجاه الضجيج حين تعتاد عليه، ألا تعتاد ضجيج الطائرات حين تقيم بجوار المطار مثلاً، يحصل لك ما يسمى الإلغاء بالتعود، هذه الألعاب تلغي في الصغار حسهم الإنساني بالتعاطف مع الضحية أو تجاه الموت والدمار، لأنهم باختصار يتعودون ولفترة طويلة على القيام بدور المدمرين عن طريق تلك الألعاب، تشكل هذه الألعاب تطبيقاً حياً لنظرية «الاستعداد والقابلية»!