أحدث الأخبار
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد

نسافر لنعي نعمة الوطن

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-08-2017


نحن لا نسافر هرباً من الحياة فالحياة نفسها موجودة في كل مكان نذهب صوبه، الحياة لا تتغير، ما يتغير هو شكلها، ألوانها، ملامح الناس هناك وطريقة أحاديثهم، وربما أوقات طلوع الفجر وغروب الشمس والطريقة التي يغازل بها الرجال النساء، مساحة التحرر التي تحدد لهم شكل ثيابهم وعلاقاتهم، هذا أيضاً لا يعني عدم وجود أناس يهربون من ذواتهم وأنفسهم سعياً لذوات أخرى هناك يتمنون أن يكونوها لكنهم لا يستطيعون دفع كلفتها في أوطانهم!

كما أننا لا نسافر هرباً من أوطاننا لأي سبب كان، فالوطن يسافر معك حيثما ذهبت، تحمله في جواز سفرك، تقاطيع وجهك، غطاء رأسك، اسمك، وفي رائحة ثيابك، وحين تكون في مجلس عذب هناك في البعيد فلا يمر ببالك إلا الرفاق والإخوة ومرابع اللهو والطفولة، انت ابن وطنك وأرضك وتاريخك وبيئتك في أول الأمر ومنتهاه، وحتى الذين يهجرون أوطانهم مكرهين يحملونها معهم.

نحن نسافر لنستمتع بالحياة في اتساع مختلف وتحت سماوات أخرى لا أكثر، قد يكون في الأمر هروب من حكاية ما، من ضغوطات ملتبسة، من أحد أو إلى أحد ما، هذا الأمر وارد جداً، نحن نسافر لكي نعرف ماذا يحدث هناك وراء خط الأفق، تماماً مثلما كنا صغاراً نجلس على شاطئ البحر نرمي أبصارنا باتجاه المراكب البعيدة التي نظنها مربوطة بأوتاد في السماء هناك، ونظل نسأل: ماذا وراء تلك السماء؟ ماذا بين المراكب والشمس؟

ماذا في آخر مدى البحر والمحيط، ماذا تحت السماوات الزرقاء الغائبة عن أبصارنا والتي رأيناها في قصص الطفولة وأفلام السينما، أنا أعترف بأنني توهجت بكل جوارحي للسفر إلى توسكانيا بعد أن شاهدت (دايان لين) في ذلك الفيلم تهجر أميركا وحياتها، وتقبل بتذكرة الطيران من صديقتها وتسافر إلى إيطاليا بعد طلاقها واكتئابها، إلى سهول توسكانيا المتوهجة، لتدع الصدف تقود حياتها «تحت شمس توسكانيا» هذا هو عنوان الفيلم!

نحن أيضاً نسافر ونترك أنفسنا وأعيننا وقلوبنا وأرواحنا متفتحة ومفتوحة على مصاريعها، نستقبل الهواء والشمس والخبرات والطاقات الإيجابية، ونرى الفرق بين هنا وهناك، بين نعمة الأمان والوطن والعائلة والترحاب والتفهم والكرم والمودة، وبين هناك حيث لا يوجد من هذا إلا أقل القليل.

وحيث الجميع بعيد ومختلف ولا يعنيه أمرك، أنت سائح، غريب، مهاجر، طير صغير تعبر مدارات مدنهم، لتعود ممتلئاً بالحنين والوله لرائحة أمك وبيتك وشوارع بلدتك، وتلك العيون الحقيقية التي تستقبلك بمحبة وبأدب وبمنتهى الذوق. كم اشتقت لدبي في سفري الأخير وكم حمدت الله على نعمة دبي ونعمة الإمارات كلها!