أحدث الأخبار
  • 04:37 . رداً على ادعاءات نتنياهو.. حماس تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار... المزيد
  • 04:22 . قطر: فرق تنفيذية ستبدأ عملها اليوم لبحث تفاصيل الاتفاق... المزيد
  • 12:30 . روسيا وأوكرانيا تتبادلان 50 أسير حرب بوساطة إماراتية... المزيد
  • 12:24 . أسرة القرضاوي تقول إنه تعرض للتعذيب في أبوظبي... المزيد
  • 12:15 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل إنشاءات التوسع في "سبيكترو ألويز" الأمريكية... المزيد
  • 11:47 . الاحتفالات تنطلق في عدة دول بـ"انتصار المقاومة" في غزة... المزيد
  • 01:53 . الهلال السعودي يقدم عرضاً خرافياً لمحمد صلاح... المزيد
  • 01:37 . الإمارات ترحّب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:16 . رسميا.. وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 10:10 . بعد ود مدني.. الجيش السوداني يسيطر على مدينة جديدة... المزيد
  • 09:56 . اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يقترب من الإعلان رسميا... المزيد
  • 08:28 . موجة استقالات جديدة في بنك أبوظبي الأول تشمل اثنين من كبار المديرين... المزيد
  • 07:38 . تراجع أسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية... المزيد
  • 04:30 . ستة شهداء فلسطينيين بغارة إسرائيلية في جنين.. ودعوات للإضراب... المزيد
  • 04:10 . "التعليم العالي" و"ديوا" تتفقان على دعم برنامج الابتعاث... المزيد
  • 12:37 . مذكرة تفاهم بين السعودية وإيران بشأن موسم الحج... المزيد

مؤتمراتنا.. طحن دون عجن!

الكـاتب : ناصر الظاهري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

المؤتمرات الأوروبية تنعقد لوضع الخطط المستقبلية، وتقويم الإداء، سعياً للأفضل مستقبلاً، كتطوير الخدمات للمواطن الأوروبي، وتسهيل حياته، وجعل المجتمعات أكثر رقياً، وأكثر أمناً، وأكثر رخاء، في حين مؤتمراتنا العربية تعقد لحل المشكلات المستديمة، والمشكلات المستحدثة، والمشكلات العارضة، وهي مشكلات تكاد لا تنتهي، فالمستديم يتجدد، والمستحدث يكبر، والعارض يتطور، وبالتالي تكثر المؤتمرات، ويكثر الطحن دون عجن، والجلسات كلها لترطيب الأجواء، وتطييب القلوب، ومنع التأزم خلال أيام المؤتمر، لأن الضغائن تبقى، والمؤامرات ستطل برأسها كل حين، ولن تمحى بجلسة ساد فيها الهدوء، وتم التطرق إلى الطقس هذه الأيام في البلدان، وهل جاءهم غيث هذا العام؟ لأن بعض المشكلات لا تحلها اللجان، بل تعقّدها، ولا يمكن أيضاً أن تزول مع فنجان قهوة عربية!

ولأن مؤتمراتنا العربية تظل تدور بشأن المشكلات السياسية الطاغية، والمفتعلة، فإن للاقتصاد العربي المشترك نصيباً بسيطاً، وللتعليم العربي، ومحو أميته، حظوظاً معدومة، وللعدالة الاجتماعية والديمقراطية العربية العرجاء، أحلاماً طائرة، أما أم المشكلات فهي كل دولة عربية تحضر بمشكلاتها الداخلية، ومشكلاتها البينية، وأحياناً مشكلاتها الدولية، ولنأخذ مثلاً اليمن كبلد عربي تستوطنه المشكلات السياسية، مثل: تركيبة الدولة الجديدة، والإنقسام، ويمكن الانفصال عن الوحدة، ووجود قوى متصارعة، والمشكلات الاقتصادية، مثل: حجم البطالة، وتدهور الاقتصاد الوطني، أما المشكلات الاجتماعية، فهي: الجهل، القات، السلاح، والتركيبة القبلية ومطامعها، وهي كلها مشكلات داخلية، ولديه من المشكلات البينية مع جيران الجغرافيا، مثل مشكلات الحدود، والتهريب، وبؤر التوتر في مناطق صراع مع الحوثيين، ومع أفراد القاعدة، ولديه مشكلات دولية، مثل تشجيع الإرهاب، وإيواء عناصر مطلوبة كالقاعدة وغيرها، وديون متعاظمة، ولكم أن تتصوروا حجم مشكلات اليمن التي بعضها قديم، من أيام الإمامية وقبلها! فكيف الخروج من هذه المشكلات، لنجلب السعادة لـ«اليمن السعيد»؟

وهناك مشكلات في الصومال، والسودان، ومصر، ودول الخليج، وليبيا، ودول شمال أفريقيا، وموريتانيا، وفلسطين، والأردن، ولبنان، وسوريا، وكل وفد يحمل معه حقيبة مليئة بالملفات التي تتعلق بمشكلاته الداخلية، ومشكلاته البينية، وأحياناً الدولية، فكيف بعد ذلك نريد من المؤتمرات العربية السنوية أن ترفع رأسها، وتفكر في صالح المواطن العربي، وكيفية استثمار المستقبل، وجلب الأمن والرخاء والعدالة الاجتماعية للإنسان العربي، ومواكبة الركب الحضاري المتقدم، وكأن الحال يقول: يكفينا الهم الذي فينا!

وفي السنوات الثلاث المنصرمة، كانت المؤتمرات العربية تدور بشأن «الربيع العربي» ومحاولة تسكين المشكلات القديمة، لأن هناك مشكلاً طارئاً على المنطقة، ولا يعرف أين ستصير بالدول الأمور، وهو حال مؤتمرات عربية سابقة، انعقدت من أجل حل مشكلة طارئة بين الأردن والفلسطينيين أو الحرب الأهلية اللبنانية أو حرب الخليج أو زيارة السادات للقدس، وترون أنها مشكلات لم تكن مدرجة على الأجندة الأصلية، ولم تستشرف من مؤتمرات عربية كثيرة!