أحدث الأخبار
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد

إدمان

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-12-2017


يحدث أن تجلس مع بعض أصدقائك في أحد المقاهي أو المطاعم، فيطلب أحدكم من النادل أن يحضر له «شيشة»، فيبادره آخر مبدياً امتعاضه: شيشة؟ يردّ الأول ساخراً: نعم شيشة، هل لديك اعتراض؟ لا أستطيع تفويت فرصة تدخين شيشة في مكان كهذا! يبادره الآخر: تعترف بأنك مدمن إذاً؟ يرد «المدمن»: نعم، إن شئت، وكلكم مدمنون، انظر إلى نفسك، فمنذ جلسنا لم تتوقف أصابعك عن العبث بهاتفك، ماذا يمكنك أن تسمي هذا؟ أليس هذا إدماناً؟

تفتح عينيك صباحاً، فتمتد يدك دون تفكير باحثةً تحت الوسائد وعلى الطاولة قرب سريرك، تتساقط الأشياء وتعم الفوضى وأنت تبحث، في حين لم يتخلص جسدك بعد من آثار النوم، لكنك بنصف عين مفتوحة تبحث عن ذاك الهاتف اللعين، فما الذي جعله أول ما تفكر فيه إذ تصحو، وآخر شيء يفارقك قبل أن تأوي إلى النوم مساءً؟ وكأن العالم سينقلب رأساً على عقب، أو كأن الكرة الأرضية قد تتوقف عن الدوران في غياب الهاتف عنا!

الهاتف النقال لم يعد هاتفاً، أصبح وجوداً آخر موازياً ومعادلاً لك، بل تفوق عليك، فلم يعد يصلك بالآخرين عبر محادثات هاتفية أو رسائل قصيرة، تلك وظائف عفى عليها الزمن، فمن ذا يستخدم خاصية الرسائل اليوم؟ ومن لا يزال يدير أرقام أصحابه ليحدثهم، أصبح العالم يتحدث بأصابعه، وليس بلسانه ولا بقلبه؟ يبحث عن أي برنامج مجاني، أي تطبيق ليتواصل افتراضياً، وهكذا يبقى الناس متواصلين طوال النهار دون أن يتحدثوا، ودون أن يروا بعضهم!

هذا الإدمان الذي لا يقل خطراً واستحواذاً على الدماغ وحركة الجسد عن إدمان الشيشة والسجائر والهيروين والكحول، صار كأنه من غير المقبول تخيل عدم وجوده معك، بين يديك، أو قريباً منك، صار وجوده أهم من وجودك ربما، فلا يسأل الناس إذا جلسوا في مقهى عن قائمة الطعام أولاً، بل عن الـ«واي فاي»، ولا يمكن اختيار فندق لقضاء الإجازة إذا لم يكن يوفر هذه الخدمة التي أصبحت موازية للأكسجين!

لم يكن ذلك الصديق مبالغاً حين قال: «كلنا مدمنون»، فالأمر خرج عن سياقاته التقليدية، ودخل طور مخاطر لا تحصى، تجاوز الهاتف دوره، تحوّل إلى تحدٍّ هائل يطول الجسد والروح والعلاقات الاجتماعية وصولاً إلى منظومة القيم، دون أن يعني ذاك أي نكران للفضائل التي يمنحنا إياها، لكننا نتحدث حين يتجاوز الأمر الاعتياد إلى الإدمان!