أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

ثورة الغضب الساطع

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 22-12-2017


لقد أثبتت المظاهرات التي خرجت في العالم العربي والإسلامي، تنديداً بقرار الرئيس الأميركي الخاص بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل، أن العالم لا يستطيع تجاهل ثورة الغضب ضد الاحتلال الصهيوني منذ زمن طويل في نفوس هذه الجماهير على طول الوطن العربي والعالم الإسلامي وعرضه، وأن هذا الجيل ليس أقل وطنية وانتماء وإحساساً بما يحدث في أمته العربية والإسلامية. وأن الأمة العربية والإسلامية لديها ثروة هائلة من التضامن في سبيل الدفاع عن حقوقها ومقدساتها الإسلامية. وهذه المشاعر كانت واضحة كل الوضوح في نضال الفلسطينيين في «أرض النبوات»، بعدما تفجر الوضع في فلسطين إثر مثل هذا القرار الأميركي، وما تلا ذلك من مظاهرات واشتباكات بين الشباب الفلسطيني الغاضب في انتفاضة القدس وجنود الكيان الصهيوني المحتل.


وهذه الانتفاضة التي حدثت في فلسطين أثبتت لكل من كانوا يتوهمون إسرائيل دولة سلام وتريد أن تصنع الاستقرار في المنطقة أنها هي أكبر عدو للسلام، وأنها طوال فترة المفاوضات الماضية كانت تراوغ وتمارس الخبث. وتاريخ هذا الكيان في مسألة نقض العهود كان واضحاً في جميع مراحله. وأن جلوسه على طاولة المفاوضات ما هو إلا لذر الرماد في العيون، ووضعية القضية على «مزاد إسرائيلي» بهدف الحصول على أكبر تنازلات باسم «عملية السلام». وعندما امتنعت القيادة الفلسطينية عن التنازلات أزبدت العصابة الصهيونية، وهددت وحولت عملية السلام المزعومة إلى مواجهات على الأرض لتحسم ما تبقى منها بالرصاص والقنابل والدبابات والمدافع والصواريخ والطائرات المروحية التي أخذت تقذف القنابل، وتهدم البيوت على أصحابها، وتطلق الرصاص من بنادق جنودها دون رحمة على أطفال فلسطين ونسائها ورجالها وشيوخها، لتحولهم إلى جثث وأشلاء، بهدف ممارسة الرعب والضغط والتهديد على القيادة في فلسطين للتأثير عليها وعلى معنوياتها، حتى ترضخ السلطة الفلسطينية لمطالب إسرائيل، وتتخذ قرارات سياسية تفاوضية وفق السيناريو المعد مسبقاً في إسرائيل والمطروح للحل النهائي. وهذا مثال على «البلطجة الإسرائيلية» التي عبر عنها بصدق نائب رئيس «الموساد» السابق الجنرال عميرام لفيف عندما طالب في مقابلته مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بتطهير عرقي للفلسطينيين، وأن يتحتم على الجيش الإسرائيلي المحتل أن يمزقهم إرباً إرباً في الحرب المستقبلية. وأن يلزمهم بالهجرة من الضفة الغربية إلى الأردن. وأن يتم توسيع المستوطنات اليهودية في الأرض التي احتلتها إسرائيل خلال حرب 1967. وأنه حتى بعد التسوية النهائية يجب أن تعطي إسرائيل فلسطين جزرة على شكل دولة. وإذا لم يقبلوا يجب أن تمزقهم إرباً إرباً.
 
وهذه هي العقلية الصهيونية التي تقوم عليها عقيدة بني صهيون، والتي حاول بعض الإعلام الغربي، وضع مساحيق تجميل لتزوير صورتها الحقيقية أمام العالم العربي، بقصد إقناع الرأي العام بتقبلها، ومن ثم التطبيع مع الكيان الصهيوني. ولكن إسرائيل في الواقع ترفض عمليات هذا التزوير، وتريد أن يرى العالم كله حقيقة وجهها الأصلي القبيح، من دون حاجة إلى ذلك التجميل أو وضع المساحيق.


وإسرائيل هي ذاتها التي ارتكبت المذابح على أيدي العصابات الصهيونية من دير ياسين وبحر البقر والخليل وصبرا وشاتيلا، وحتى الآن فمشاهد قتل الفلسطينيين من قبل الجنود الإسرائيليين الصهاينة تؤكد مشاهدها للعالم طبيعة ممارسات هذا الكيان المحتل الغاصب.


فالصهاينة طوال عصور التاريخ لا هم دعاة سلام ولا هم دعاة تسامح وإنما هم أصلاً دعاة حرب وهم صناع «الفتنة والإرهاب» في العالم، وهم أكثر الناس تعطشاً لدماء الشعوب، وأشدهم عنصرية، وهم رافضون للسلام، ودائماً حريصون على تحطيم كل القوميات والشعوب واللغات ونشر الفساد، وهم حريصون كل الحرص على إذابة كل الألوان والأديان بشتى الوسائل والحيل والدسائس منطلقين من مبادئ ومقررات نصت عليها «بروتوكولات حكماء صهيون» الشيطانية للسيطرة على العالم، التي تم إعدادها سراً عام 1897 في مدينة بازل السويسرية وكشفها مراسل صحيفة «التايمز» في إسطنبول سنة 1920.