أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

ضبابية «البتكوين»

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 11-01-2018


حذر مصرف الإمارات المركزي مؤخراً من التعامل مع العملات الافتراضية، وبالأخص الأكثر شهرة وتداولاً منها، وهي عملة «البتكوين»، وذلك بعد أن شهدت التعاملات على هذه العملة الافتراضية مضاربات محمومة في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى شهرين، إلا أنها سرعان ما ارتدت لتتضاعف دون أساسيات موضوعية أو أسباب منطقية، مما يعكس حجم المضاربات على عملة لا وجود لها.
 
لقد سبق وأن حذرنا من التعامل بهذه العملة الافتراضية التي لا يعرف مصدر إصدارها أو من يقف خلف شاشات الكمبيوترات التي تصدرها في مناطق مختلفة من العالم، وربما من خلال مراكز احتيال تدر عليهم كما يتضح من المضاربات مبالغ خيالية، خصوصاً وأنها أضحت العملة المفضلة للأعمال غير المشروعة.


وفيما عدا ذلك، فإننا لا نعرف كيف يمكن لبعض الناس أو المستثمرين الركض وراء وهم العملات الافتراضية، هناك فقط تفسير واحد، وهو الاستفادة من المضاربات لتحقيق ربح سريع، إلا أن ذلك يشكل مخاطرة قد تؤدي في معظم الأحيان إلى خسارة الاستثمار والإفلاس.


بالتأكيد الإغراءات كبيرة عندما يتضاعف سعر عملة حتى وإن كانت افتراضية في غضون أسبوع واحد فقط، علما بأن هناك حملة ترويج يقودها خفافيش تشير إلى أن سعر «البتكوين» سيصل قريباً إلى 25 ألف دولار وربما 100 ألف دولار! على أية أسس؟ لا أحد يعرف، كما أن مصدري هذه العملة ورغبة في تسويقها أشاروا إلى أن الإصدار سيكون محدوداً ويقدر ب 41 مليون وحدة فقط حتى عام 2040!، مما يعني ضرورة المسارعة إلى اقتنائها قبل أن تنفد!


من المعروف أن لإصدار العملات قواعد وأنظمة صارمة تُدار من قبل المصارف المركزية للدول التي تقوم بتحديد قيمها أو ربطها بعملات عالمية معروفة، كالدولار الأميركي أو «اليورو»، كما أن قوة العملة وسعرها تجاه العملات الأخرى تحددها أساسيات مالية ونقدية تعكس الأوضاع الاقتصادية لبلد ما، وبالارتباط بمؤشرات، كمعدلات النمو ونسب العجز بالموازنة الحكومية ونسبة التضخم....الخ من المؤشرات المهمة والتي تؤدي كما نرى إلى تقلب أسعار العملات يومياً في الأسواق الدولية. كل هذه الأساسيات المهمة واللازمة لاستقرار العملات لا تتوفر في عملة افتراضية وهمية لا توجد إلا على شاشات الكمبيوتر ولا وجود لها في العالم الواقعي.


وإذا كانت عملة قوية يمكن أن تنهار في ليلة واحدة وخلال ساعات، كما أورد للقارئ هذه الحادثة، فقد ذكر الراحل الدكتور أحمد الربعي - رحمه الله - أنه غادر الكويت ليلة الغزو العراقي في 2 أغسطس 1990 في العاشرة مساء متجها إلى دبي، أي قبل بدء الغزو بأربع ساعات، حيث وصل دبي في الواحدة واتجه إلى فندق «شيكاغو بيج» المسمى حالياً «جميرا بيج» ونام مباشرة، حيث اتجه صباحا لاستبدال الدينار الكويتي بدرهم الإمارات، يقول إن موظف الفندق أخبره بأن الدينار الكويتي غير مقبول لديهم، مما شكّل مفاجأة كبيرة للراحل الذي لم يعرف عن الغزو في تلك اللحظة، علما بأن الدينار الكويتي كان ولا يزال واحداً من أقوى العملات في العالم ومدعوماً باحتياطيات ضخمة من الذهب واحتياطيات النفط، فما بالك بعملة افتراضية وهمية، كالبتكوين!


ذلك يعني أن «البتكوين» يمكن أن تتبخر في ساعات محدودة، إما بانهيار قيمتها من 100 ألف دولار- كما هو متوقع- إلى ألف دولار مرة أخرى أو اختفائها تماماً من شاشات الكمبيوتر وتواري من يديرها عن الأنظار الافتراضية. عندها لن يفيد الندم وعض الأصابع، ستبقى فقط الرغبة الجامحة في الربح السريع والغنى غير المبني على أسس، فقط مجرد أحلام جميلة لكنها مؤلمة، مما يتطلب أخذ تحذير المصرف المركزي في الدولة بعين الاعتبار بصفته الجهة المختصة والعارفة في الشؤون المالية والنقدية.