أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

الذين يبعثرون هدوء الأمكنة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-01-2018


نظر جميع الرجال وحتى النساء إلى تلك المرأة الغاضبة التي اجتاحت بهو الفندق تتطاير الكلمات الغاضبة من فمها، وهي تتحدث بفرنسية متمكنة، بدا واضحاً أن أحداً ما قد أغضبها، لكن أحداً لم يفهم عن ماذا كانت تتحدث، وبرغم أن الطقس في الخارج كان بارداً إلى حد التجمد، فإنها نزعت معطفها وجلست بثياب أقرب لملابس الصيف، وظلت تفور كمرجل دون أن تتوقف ولو لدقيقة واحدة، دون أن تعير أحداً من الحاضرين نظرة ولو خاطفة، كانت تتصرف وكأن لا أحد في المكان غيرها، أما ابنها الشاب الصغير الذي كان برفقتها فكان يركز عينيه ويديه على شاشة هاتفه، بينما هي توجه كل حديثها إليه، ما زاد في غضبها أكثر!

بقيت أكثر من ساعة على الحالة نفسها، وحين ضاقت ذرعاً بعدم تجاوب ابنها معها، دفعته إلى النهوض، ولبست معطفها، وانطلقت خارجة بالغضب نفسه الذي دخلت به، أخذت طاقتها السلبية وضجيجها معها، فتنفس الجميع الصعداء!

تذكرك هذه المرأة بأشخاص تعرفهم في حياتك، تشعر بأن لا شيء يبقى في مكانه إذا حضروا، يبعثرون الهدوء، جزيئات الهواء، صفاء النفس، يجعلون المكان معبأ بالتوتر والتشنج، متبرمون دائماً، أو غاضبون أو منزعجون، ينتقدون كل شيء وكل شخص وكل خدمة وكل قرار وكل خبر وعلى طول الخط، لا شيء يعجبهم ولا شيء يرضيهم، فكيف يمكن أن تكون الحياة مع هذه الشاكلة من الناس؟!

ذلك الشاب المسكين اعتاد على سلوك والدته الذي لا يطاق، فاخترع وسيلته الخاصة لاحتمالها ولإرضائها في الوقت نفسه، أن يلغي تفاعله مع سلوكها، بعد أن اعتاد وتشبع به، ووجد أن إصلاحه غير ممكن، لكن ماذا لو لم تكن والدته؟ لو كانت زوجته أو صديقته؟ في حديثه عن الأشخاص السلبيين، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لقد تخليت عن بعض أصدقائي بسبب إصرارهم على التفكير بطريقة سلبية، فلو كانت الشمس في وسط السماء لأصروا على عدم وجودها!!».

في الشتاء، حيث يصبح الطقس قاسياً بشكل لا يحتمل، فإن الجسد والروح يتأثران بحالة الطقس هذه، إذا كنت صاحب نفس سلبية سترى كل سيئات الحياة في ذلك الطقس، وإن كنت عكس ذلك فسترى كل ما يحميك من شراسة البرد، وستخرج باحثاً ومحتفياً بالحياة حيثما كانت، وسيكون آخر ما تتوقعه أن تنقض على مزاجك امرأة شرسة كتلك التي دخلت كعاصفة مالئة المكان بفوضى ضجيجها، وخرجت كإعصار!!