أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

السينما.. حياة أخرى

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-03-2018

كنت على الدوام أحاول أن أشرح لوالدتي وبشكل طفولي لا يروقها، أن السينما ليست سوى صندوق كبير جداً وبدون أسلاك كثيرة كهذه التي تتدلى من تلفزيوننا، تنظر إليّ بريبة وتسأل: هل إذا اقتنينا تلفزيوناً أكبر وبلا أسلاك كثيرة تتوقفين عن الذهاب إلى السينما؟ أقول بإصرار هادئ: لا طبعاً، لقد كنت أحاول أن أقنعك بالذهاب معي إلى ذلك الصندوق الكبير الذي بلا أسلاك.


هذا الحوار كان غالباً ما يحدث بيني وبين والدتي منذ سنوات بعيدة، حين أقرر في أحد المساءات أن أنسل من البيت لأندس في ظلمة قاعة السينما، لأجل أن أعيش حياة حقيقية أخرى موازية لحياتي، أحلم بها دائماً دون أن أعثر عليها، حياة تحكيها ميريل ستريب بأناقة، أو جوليا روبرتس بدفء، أو فاتن حمامة بشكل فاتن، أو جون هوبكنز بطريقته العبقرية!


أنا في اليوم التالي لذهابي للسينما أجلس مع أخوتي ووالدتي على مائدة الغداء، وأصير أحكي بلا توقف عن ذلك الفيلم كراوية أفلام، أكون ممتلئة بالبهجة، فالسينما لها مفعول ساحر، إنها تريني الحياة الأخرى التي لا أعيشها، المدن والنساء الرائعات والرجال الوسيمين، الشوارع، والقصور وقصص الحب الأسطورية، والسينما ليست حياة متخيلة، إنها حياة حقيقية لكنها مجهولة بالنسبة للكثيرين.


حين أحاول أن أشرح لأمي مكانة هؤلاء الذين يشكلون نجوماً حقيقيين ليس في السينما فقط ولكن في حياة مجتمعاتهم، لا أدافع عن أحد، هذه ليست مهمتي، لكنني أقول لأمي بأن بعض هؤلاء يدافعون عن قضايا الإنسان في كل العالم، يقفون مع الفقراء وضحايا الحروب والمشردين، يقودون حملات توعية، ويتبرعون لصالح قضايا البيئة واللاجئين وضحايا التمييز، وإن بعض الأفلام العالمية اعتبرت علامات مضيئة في تاريخ السينما، كما أحدثت تحولاً في الأفكار والتوجهات الإنسانية في العالم.


فيلم «الشك» الذي كررت مشاهدته أكثر من مرة، لا يزال ماثلاً في مخيلتي بذلك المشهد العظيم حين وقف الراهب يعظ الناس في الكنيسة حول الشك: تقول المرأة للقسيس أريد أن أكفّر عن خطئي لأنني أشعت عن فلان أمراً أساء إليه، فماذا أفعل كي أتراجع عن تلك الإشاعة؟ يقول لها «خذي مخدة ريش واعتلي أعلى بناء في المدينة، ومزقي المخدة ودعي الريش يتطاير ثم تعالي إليّ»!

ين حضرت إليه فرحة معتقدة أنها تخلصت من إثمها سألته هل انتهى الأمر، قال لها سينتهي إذا تمكنت من العودة والتقاط كل ريشة تطايرت في المدينة وأعدتِها إلى كيس المخدة. هكذا الإشاعة.. كان منظر الريش وهو يتطاير وصوت الموعظة عظيماً كعظمة الحياة الحقيقية المتخيلة!