أعلنت تركيا دخولها مجال تصنيع حاملة الطائرات؛ لتكون ضمن 10 دول عظمى حول العالم تمتلك هذا النوع من القدرات والصناعات البحرية، بعد كشفها عن صناعة أول سفينة عملاقة تنافس نظيراتها في الدول الصناعية الكبرى، بالتزامن مع تجربة منظومة صواريخ جديدة موجهة بالأشعة تحت الحمراء والرؤوس الرادارية.
رئيس غرفة التجارة البحرية في تركيا، متين قلقوان، أكد أن 90% من الأجزاء المكوّنة لأول حاملة طائرات تركية (TCG Anadolu)، باتت جاهزة، وأن التجهيزات الداخلية ستبدأ فور الانتهاء من تصنيع مكونات الهيكل الخارجي للسفينة.
وتتسع السفينة لـ6 طائرات من طراز (F358) و4 مروحيات من طراز أتاك، و8 مروحيات شحن، ومروحيتين من طراز "سي هوك" للأغراض العامة، وطائرتين بلا طيّار.
وأضاف قلقوان في مقابلة نشرتها وكالة "الأناضول" الأحد (25 مارس 2018)، أن حاملة الطائرات التركية تتكون من 114 جزءاً، وأن 10% من هذه الأجزاء تم دمجها وتركيبها الآن داخل موقع إنجاز المشروع في حوض بناء السفن "صدف" بمنطقة توزلا في مدينة إسطنبول.
قلقوان أكد أن حاملة الطائرات التركية المحلية الصنع، هي سفينة هجومية متعددة الأغراض، وأعمال التصنيع تستمر بسرعة كبيرة. وستسهم السفينة الجديدة في تعزيز قوة سلاح البحرية التركية، وأن الفرق المختصة تعمل حالياً على تثبيت الأجزاء الجاهزة.
وظائف متعددة
ولفت المسؤول التركي إلى أن (TCG Anadolu) تعتبر حاملة طائرات صغيرة، لكنها قادرة على القيام بوظائف متعددة تجعلها تتفوق على حاملات الطائرات الأخرى في العالم. وقال: إن "قواتنا البحرية ستقطع شوطاً كبيراً بعد إتمام تصنيع هذه السفينة، وستكون تركيا من بين الدول العشر التي تمتلك مثل هذه السفن".
وأضاف أن "هناك تقريباً 6 دول تنتج مثل هذه الحاملات، ونحن ننتج هذه السفينة بخبراتنا المحلية، فالمشروع يستمر بنجاح، ونسعى لأن تكون السفينة جاهزة في مثل هذا الوقت من العام القادم".
وقال: إن "السفينة تتكون من 114 جزءاً، 10% من هذه الأجزاء جاهزة تماماً وهي داخل الحوض، وسنكثّف أعمال التصنيع بعد الآن، تأخرنا قليلاً، لكننا سنتلافى ذلك. وأن جميع أجزاء السفينة ستكون جاهزة بحلول يوليو أو أغسطس القادمين، وأن السفينة ستُبحر في فبراير أو مارس من 2019، ومن ثم ستبدأ اختباراتها.
وأكد أهمية هذا المشروع وضخامته؛ إذ تبلغ قيمة السفينة أكثر من مليار يورو. وأضاف أن 68% من السفينة يتم تصنيعها بقدرات وخبرات محلية، وهناك أجزاء تم استيرادها من الخارج، وأن بلاده تتقدم بسرعة كبيرة في طريق اكتساب القدرة على إنتاج سفن محلية الصنع 100%.
وأوضح المسؤول التركي أن "مشروع السفينة الوطنية بدأ برؤية وتوجيهات الرئيس رجب طيب أردوغان، ويستمر إنجاز المشروع بسرعة، ويمكنني تأكيد أن تركيا ستحقق إنجازات كبيرة في هذا المجال، لا سيما أننا قمنا بتصنيع العديد من السفن وسلَّمناها لقواتنا البحرية".
منافسة ومواصفات
يقول قلقوان: "سنواصل زيادة نسبة القِطع المحلية المستخدمة في صناعاتنا، فحاملة الطائرات يتم تصنيعها حالياً من قِبل المهندسين الأتراك، ويعمل في حوض تصنيع السفن أكثر من ألفي شخص، وخلال الفترة القادمة سيزداد العدد".
وأضاف قائلاً: "إننا نكتسب خبرات كثيرة خلال إنتاج هذه السفينة، وسيكون بإمكاننا تصنيع سفينة أكبر منها لاحقاً"، مشيراً إلى أن بلاده أصبحت في موضع يخوّل لها دخول المنافسة في مجال تصنيع السفن. وشدد على أن اهتمام الرئيس أردوغان بتطوير الصناعات الدفاعية، أسهم بشكل كبير في تطوير قطاع صناعة السفن.
وعن خصائص وميزات السفينة، قال قلقوان إن طول حاملة الطائرات "TCG Anadolu" التركية 232 متراً وعرضها 32 متراً بارتفاع 58 متراً، وفيها مرآب تبلغ مساحته ألفين و410 أمتار مربعة، مخصص للدبابات والمعدات العسكرية الثقيلة.
وتابع قائلاً: "وفيها أيضاً حوضٌ مساحته ألفان و165 متراً مربعاً، ومرآب آخر للآليات الخفيفة مساحته ألفان و880 متراً مربعاً، و6 أماكن هبوط، ومدرج طائرة، وعنبر للطائرات مساحته 900 متر مربع، إضافة إلى منطقة مخصصة لإقلاع للطائرات مساحتها 5 آلاف و440 متراً مربعاً".
اختبارات منظومة صواريخ
وفي غضون ذلك، أعلنت تركيا، الأحد (25 مارس 2018)، عزمها إجراء اختبارات جديدة لأنظمتها الصاروخية الجوية محلية الصنع (غوكدوغان وبوزدوغان)، في الربع الأخير من العام الجاري.
وخلال الاختبار المرتقب، سيتم إطلاق الصواريخ من منصات أرضية وطائرات، باتجاه أهداف حقيقية.
وتمّ تصنيع المنظومة (بدأ العمل بها عام 2013) بالتعاون بين مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية (TÜBİTAK)، ومعهد التنمية وبحوث الصناعة الدفاعية (SAGE)، وتدخل الصواريخ حيز الاستخدام الفعلي عام 2020.
وتتميز صواريخ غوكدوغان بأنها قصيرة المدى ومزوّدة برؤوس موجهة بالأشعة تحت الحمراء، في حين تتميز بوزدوغان بأنها طويلة المدى ومزوّدة برؤوس رادارية.
وتحتوي منظومة بوزدوغان على خاصية "أطلِق وانسَ" العسكرية المتطورة، والرمي المتعدد من زوايا مختلفة، وملاحقة الهدف بعد الإطلاق، حيث نجحت المنظومة الصاروخية الجوية في تجاوُز الاختبارات الأولى التي جرت العام الماضي، في ولاية سينوب، بحسب "الخليج أونلاين".
