أحدث الأخبار
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد

ما نقوله إذا تحدثنا عن منازلنا

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-05-2018

عندما نسافر، عادة ما نختار وجهات تفوح برائحة المفاجآت والدهشة، نختار فيها فنادق رائعة، ذات بوابات ضخمة وصالات واسعة كما القصور، ندخلها بانطباع غريب يشي بشيء من النزق، نتحدث عنها كأنها ملكنا وننسى أنها ليست منازلنا، هذه أماكن إقامة مؤقتة «لزوم الحاجة لا أكثر»!

إن أكثر ما اشتاقه في أسفاري هو دفء المنزل وتفاصيله الكثيرة، كموعد قهوتي وفناجيني وطاولة المطبخ وأصص الزرع الملونة، أشيائي الخاصة التي أعرف أين تركتها بالأمس أو تلك التي أهملتها منذ أشهر عديدة فتراكم عليها بعض الغبار والعلب والأوراق وكثير من النسيان، ككتاب لم أكمل قراءته، كعلبة الأشرطة الملونة التي ألف بها هدايا الأحباب، كحذاء المشي الذي يلح على البال كلما ضاقت ملابسي وفكرت في إنقاص وزني، كفناجين القهوة التي أهدتني إياها صديقتي ولم أحبها أبداً فوضعتها في مكان نسيته لكنني حين اشتقت لصديقتي تذكرت الفناجين فذهبت أبحث عنها.

في منزلي، أحب حالة العيش تحت مظلة الدعة، كدب باندا يدير عينيه غير عابئ بأحد سادر في كسله يقضم أعواد الخيزران، في منزلي أعد قهوتي على مهل وارتشفها كجميعكم بهدوء نحسد عليه، في سفري تلوح أمامي كل الأشياء الصغيرة التي تركتها هناك والتي لا توفرها لي الفنادق الفخمة، فحتى كوب القهوة يحضره النادل بارداً تحتسيه بمجرد أن يوضع أمامك كأنك تجيب عن ورقة امتحان وليس أمامك متسع من الوقت، الفناجين المزخرفة التي يصنعها الصانع الفلورنسي الشهير لا تجعل للقهوة مذاقاً طيباً كقهوة البيت أبداً!

ولأنني أحب منزلي فإنني أحفظ تفاصيله ورائحته، وكل الأشجار المغروسة فيه، أتذكر تماماً أنني في اليوم الأول لي في المنزل غرست غصناً أخضر، قالت لي أمي اربتي على التربة جيداً، استنشقيها، ثم علمتني بعض الكلمات والأدعية، قلتها كمن يربط تعويذة حول زنده، اليوم حين أفتح نافذة غرفتي في الطابق الثاني، أجد أغصان الشجرة تتشاكس أيها يمكنه الدخول لغرفتي من تلك النافذة، فأتذكر رواية لاتينية قرأتها عنوانها «بقايا قهوة» تتحدث عن غرفة وعن شجرة وعن نافذة وعمن يدخل ويخرج منها متسلقاً أغصان تلك الشجرة الهائلة!

أنا لا ألملم الأشياء الزائدة في بيتي باستمرار ولا أتخلص منها أولاً بأول، وهذا عيب أعترف به، مع ذلك فأنا لا أشعر بأن هذه الأشياء تعيق حركة الطاقة فيه، يعبق منزلي برائحته الخاصة، رائحة الحياة، تلك الرائحة التي يشعر بها كل من يدخل البيت، وهذا هو الفرق بين منزلك ومنازل الإقامة المؤقتة!