أحدث الأخبار
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد

التحكم في فوضى القوة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 31-05-2018

في المشهد المحكم الصنع، الذي تخلل فيلماً جميلاً كنت أتابعه، ظهرت فتاة وهي تتحرك بسكون وهدوء مذهلين، كانت تتحكم في كل جزء من جسدها، وفي لحظة السكون المذهل تلك، كان تلميذ صغير يعبر خاطفاً، وإذ يلمح حركة الفتاة والثعبان يقول لمعلمه: «أريد أن أفعل كالفتاة، أريد أن أتعلم كيف أسيطر على من حولي»، أجاب المعلم: هناك شخص واحد عليك أن تتعلم أولاً كيف تسيطر عليه، إنه أنت! قال التلميذ: إذا جلست صامتاً لا أفعل شيئاً سأسيطر على من حولي كتلك الفتاة ؟ أجاب المعلم: فرق كبير بين السكون وبين أن تجلس لا تفعل شيئاً!

السكينة خلاف السكون، فبينما تمثل الأولى المعنى المرادف لراحة الجسد، يمثل السكون تفوق العقل على فوضى القوة وبعثرة التفاصيل، وفي الحقيقة إن الواقع معبأ بالضجيج الذي اعتاده المرء حتى أصبح مانع القاعدة الطبيعية، وتدريجياً تقبل الإنسان فكرة أن الضوضاء هي الحيوية والنشاط، وأن السكون هو اللا فعل واللا جدوى وأحياناً الموت، وشتان كما قال المعلم الصيني لتلميذه بين السكون وبين ألا تفعل شيئاً.فلو أننا تنازلنا عن التباهي الفارغ بأنفسنا، وأنصتنا لحركة الكون العظيم سنجد أن أكثر الظواهر عبقرية تحدث بسكون تام، فلا شروق الشمس ولا غروبها يحدثان بضجيج، ولا انسكاب الظلمة، ولا انهمار الضوء فجراً، كل شيء يحدث بعبقرية السكون.

إن الإنسان المعاصر يتعرض خلال يومه للكثير من الضجيج المدمر الذي يضرب كيانه كله، ضجيج الأصوات، ضجيج الإعلام، الأحداث والأحاديث، الصراعات الكبرى، ضجيج لا يتوقف يطارده حتى لحظة نومه، إلى درجة أن أصبح حديثنا إلى أنفسنا جزءاً من هذا الضجيج !!

طرح أحد الكتاب سؤالاً ذات مرة: ماذا نقول حين نتحدث مع أنفسنا يا ترى؟ إنه حديث الخوف وتأنيب الضمير والشعور بالإثم، واستعادة المواقف السيئة أو التي شعرنا فيها بالدونية أحياناً، حديث تذكير النفس بضرورة التحدي والصراع وبعدم الإحساس بالأمان والثقة في الآخرين، إنها أحاديث سلبية في معظمها، وبالرغم من أنها تدفعنا للتحدي وتقوية آليات دفاعنا عن كينونتنا، فإنها تنهكنا في نهاية المطاف، فنحتاج لكثير من السكون، حتى نستعيد توازننا ونجمع ما تبعثر فينا !

حينما سأل المعلم تلميذه لماذا تصر على تعلم فنون القتال؟ أجابه لأكون قادراً على القتال وكسب أي معركة، ولأنني خائف وضعيف، أريد أن أعود إلى بيتي مساءً دون خوف، أعود منتصراً لمرة واحدة كي أكسر هذا الخوف في داخلي، إن الخوف يفقدنا الأمان، وهذا بدوره يفقدنا السكون، وهو ما يجعل الإنسان تعيساً بالضرورة.