قال وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إن الانتخابات البرلمانية العراقية التي فازت بها الكتلة التي يقودها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، “تمثل انتكاسة لطموحات إيران النووية”.
وأضاف قرقاش لصحيفة “ذا ناشونال” أن “النتائج تشير إلى أن العالم العربي يتجه للابتعاد عن النظر إلى مشكلاته من خلال عدسة طائفية”.
وتابع أن “معظم التصريحات الصادرة من العراق معارضة بشدة للنفوذ الإيراني في البلاد وهو ما يشير إلى اكتساب الهوية العراقية قوة تمكنها من أن تفت في عضد الانقسامات الطائفية”.
وقال: “في حين أن إيران ما زالت لديها رؤية شديدة الطائفية لتصبح القوة الرئيسية في المنطقة فإنني أستطيع القول إن إيران تتلقى ضربات”.
وفي الشأن اليمني، قال قرقاش إن الضغط الذي تمارسه القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي، على المتمردين الحوثيين في محافظة الحديدة، هدفه جلب الحوثيين إلى طاولة الحوار.
وتوقع أن تتضمن خطة المبعوث الأممي للحل "شكلا من إدراج الحوثيين في الحكومة اليمنية" القادمة.
وقال قرقاش، في مقابلة حصرية مطولة مع مجلة "ذا ناشيونال" الناطقة باللغة الإنجليزية، إن الحرب في اليمن ستصل في النهاية إلى حل سياسي بقيادة الأمم المتحدة، على أيدي اليمنيين أنفسهم.
وتحدث قرقاش، في المقابلة حول سياسة الإمارات الخارجية في المنطقة، مستعرضا بشكل خاص تلك القضايا الساخنة في الإقليم، على رأسها "حصار قطر" والحرب في سوريا واليمن، والإتفاقية النووية الإيرانية..
وأكد قرقاش "أنه على الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة عسكريًا في اليمن كجزء من التحالف العربي الذي تدخل نيابة عن الحكومة المعترف بها دوليًا، إلا أن سياساتها كانت دائمًا ما تتيح مساحة لإيجاد حل سياسي".
وأضاف: "من الناحية السياسية، هناك حاجة إلى دعم جهود الأمم المتحدة. وسيعني ذلك في النهاية الانتقال إلى نظام سياسي جديد في اليمن. ومن الواضح أنه مع جهود الأمم المتحدة، ستشهد العملية العسكرية والسياسية انسحاب الحوثيين من المراكز الحضرية (المدنية)".
وفي حين أكد قرقاش على ضرورة "أن تشمل العملية السياسية جميع اليمنيين"- يقصد في إطار خطة السلام التي سيقدمها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، إلى مجلس الأمن في 18 يونيو الجاري- فقد توقع الوزير الإماراتي أن تشمل تلك الخطة مشاركة الحوثيين في الحكومة.
وقال: من المتوقع على نطاق واسع، أن تتضمن خطة جريفيث شكلا من إدراج الحوثيين في الحكومة، رغم أن المتمردين المدعومين من إيران يتحملون المسئولية عن تقويض محادثات السلام السابقة في الكويت في عام 2016.
وأشار إلى أن الحوثيين كانوا هم "العائق الرئيسي للتوصل إلى اتفاق"، مستدركا: "ولكن مع الضغط الذي نفرضه في الحديدة، وتراجعهم، بعد مقتل علي عبد الله صالح، أعتقد أننا أصبحنا أكثر وضوحا من ذي قبل؛ نحن نغير الحسابات عن طريق الضغط العسكري من أجل التوصل إلى حل سياسي".