أحدث الأخبار
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد
  • 11:02 . مدارس تُقيّم أداءها في الفصل الدراسي الأول عبر آراء أولياء الأمور... المزيد
  • 10:55 . مجلس النواب الأميركي يوافق على إلغاء قانون قيصر بشأن سوريا... المزيد
  • 07:29 . صحيفة بريطانية: واشنطن تفرض عقوبات على الكولومبيين المتورطين في حرب السودان وتتحاشى أبوظبي... المزيد
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد

الصرُّة التي دسَّها البحر في قلبي!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-07-2018

إذا لم تقتحموا عقل طفل فحاولوا أن تفعلوا، ابحثوا عن تلك السير الذاتية أو الأعمال الأدبية التي اقتحمت عالم الصغار وتحدثت بقلوبهم ونظرت للعالم من خلال عيونهم، تحضرني الآن روايات «حكاية السيد زومر» و«أوسكار والسيدة الوردية» و«صيف بارد جداً» و«عساكر قوس قزح»، حيث يلتقط الرواة تفاصيل العالم ويبوحون بها من خلال عيون الأطفال الذين لا يعبأون بأي اعتبارات، لكنهم قادرون بطريقتهم على أن يرصدوا سيرورة المجتمع وأخلاق الناس!

الآن لنقرأ هذه العبارة: «نعم أنا ذلك الكائن الغامض المسمّى طفلاً، ذلك الكائن الصغير الذي يحلو للكبار أن يعتقدوا بأنه لا يفهم ولا يعرف شيئاً، وأن عليه فقط أن ينفذ ما يطلبونه منه، وغالباً ما تكون طلباتهم سمجة ولا مبررة، لأنهم أدعياء لا أكثر!».

حين قرأت هذه العبارة ابتسمت طويلاً، فقد كنت في سنواتي الأولى طفلة تائهة بين البحر وفضاء الحيّ، كان البحر يمد لي يده اليمنى كل يوم بالأصداف والأصوات، وباليد الأخرى كان يغافل الجميع ليدسّ في قلبي صُرَّة معقودة بشكل مُحكم، كانت تلك الصرة كخبيئة مقدسة، حين فككت عقدتها بعد سنوات طويلة فاحت رائحة ذاكرة متوحشة، عصية وبلا قرار، تذكرت أن البحر يومها حين خصَّني بتلك الخبيئة كان قد رشني بالشغف، وبلعنة الركض أبداً باتجاه الحكايات واللغة!

عن الحكايات، تحفظ ذاكرتي تلك السنوات التي انتقلت فيها من العيش في بيت أبويّ إلى بيت جدتي، وفي الوقت الذي كانت فيه أمي صامتة معظم الوقت، لديها انشغالات المرأة المتلبسة بأمومتها وحالة المغالبة الدائمة لقسوة الحياة وتربية الأبناء، كان بيت جدتي فضاءً مشرعاً على الحكايات والثرثرة والنساء الذاهبات والآتيات برؤوس متخففة مما كان يثقل أمي، وبألسن لا تكفُّ عن حياكة تلك القماشة الواسعة من قصص النميمة والشائعات!

النميمة من حيث كونها منبعاً من منابع الفضول في عهد طفولتي، حين كانت جدتي تجلس إلى جاراتها ويبدأن يلُكْن كل شيء، بدءاً بصحن الفاكهة، وانتهاء بتلك الحكايات الخاصة، ساعات من الحكايات والثرثرة كانت تتسرب إلى قلبي وتكمن هناك إلى ما لا نهاية!

ولأن الكبار لا يعرفون الكثير عن الصغار؛ لا يعرفون كيف يفكرون فيهم وكيف ينظرون إليهم، لا يعرفون سوى أنهم صغار ولا يفهمون، لذلك يطلقون العنان لأنفسهم أمامهم، بينما تتأسس خيالات الصغار وشغف قلوبهم وأرواحهم على تلك الحكايات والكلمات.