أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

الكتابة عن الكتابة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 08-10-2018

الكتابة عن الكتابة والذين يكتبون بمتعة أمر في غاية الأهمية، وعندما نكتب عن الكتّاب الذين نحبهم أكثر من غيرهم وعن الكتب التي تركت في داخلنا أثراً كوشم لا يمحى، فهذا يعني أننا نكتب عن كتّاب عظام ومختلفين، وعن كتابة خارجة عن المتوقع والمألوف وذاهبة باتجاه الاحتياج إلى هواء آخر ونوافذ أخرى، فكلنا نحتاج لأن نتمرد أحياناً على القوالب الجاهزة والأبواب المعتادة.

 لا نريد أن نقرأ رواية نعلم سلفاً نهايتها وردات فعل أبطالها، ولا رواية نعلم كيف ستنتهي حكاية العاشق فيها، أنا لا أفضل أفلام الجريمة ولا أفلام الحب العربية لأنني أعلم سلفاً أنها ستنتهي بإلقاء القبض على القاتل والعاشق معاً بتهمة اختراق القانون، فمنذ اجترح وليم شكسبير تلك النهاية العبقرية لعاشقيه روميو وجوليت، لم تعد أية نهاية لأية قصة حب ممتعة أو مباغتة، وحين لا تباغتك الكتابة فألقِ بالكتاب جانباً، فلا فرق بينه وبين قانون السير في أية مدينة!

 الكتابة ليست باقة ورد بلاستيكية تزين طاولة يجلس عليها رجل أعمال أو عاشقان، وهي ليست وسادة لأحلام الصغيرات أو الفقراء، الكتابة التي لا تحفر في لحم الواقع، ولا تثير الأسئلة ولا تشغل البال ولا تثير شهية النقاش والجدل، ولا تحمل قضية ولا تطرح سؤالاً يحرضنا على البحث عن إجابته في كل الاتجاهات، ليست كتابة! 

لذلك اعتبرت كل كتابة تخرق السائد محكومة بالإعدام منعاً!لقد قرأت لكتّاب لا حصر لهم كتباً بلا عدد، تلك نعمة كبرى وفضيلة حقيقية أشكر الله ثم والدتي عليها، ومع ذلك فليس كل أولئك الكتاب تركوا بصماتهم في روحي وليس كل الكتب وصلت فيها للنقطة الأخيرة في صفحة النهاية، لا لضيق في الوقت ولا النَفَس، ولكن لنقص في منسوب المتعة التي تمنحها بعض تلك الكتب لقارئها، فما لم تمنحنا الكتب متعتها كلها لا يمكننا أن نمنحها عنايتنا وذاكرتنا الحية. 

 إن ديستويفسكي وغارسيا ماركيز، وأمبرتو إيكو ومحفوظ وإيزابيل الليندي وإدوارد سعيد وأمين معلوف، ورضوى عاشور وهدى بركات.. وغيرهم قد منحوني الكثير من المتعة التي لا يمكن نسيان أثرها، عبر شخوص رواياتهم وأفكار كتبهم: مائة عام من العزلة، والحرافيش، وقصر الشوق وأولاد حارتنا وابنة الحظ والاستشراق وصخرة طانيوس واسم الوردة، والإخوة كرامازوف والجريمة والعقاب، وكثير لا تعد ولا تحصى بهجته. 

 ما زالت تلك الكتب الممتعة التي قرأناها ولم ننسها راسخة حية، حارقة كالصحراء وكالريح والحرية والأسطورة، ما زلنا نتذكر أسماء مؤلفيها والمتع التي منحونا إياها، لذا سنظل نسأل بدهشة: كيف استطاع هؤلاء الكتّاب اجتراح هذه المعجزات؟

الكتابة عن الكتابة! - البيان