أحدث الأخبار
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد

المتشبثون بهويتهم

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-10-2018

في مرحلة ما من عمرك تعتقد أنه من حقك أن تكون كما تريد، أو كما تحلم، وأن تعيش حياتك بالأسلوب الذي تظن أنه مناسب لك، وأنه يجدر بك أن تمضي أيامك بتلك الخفة والحرية التي تعينك على تحقيق ما حلمت وما تطلعت إليه، يشمل ذلك نوعية الأفكار والقناعات والتوجهات التي تملأ رأسك، وتنطلق منها في تعاملك مع خالقك، نفسك، أهلك، أصدقائك، ومع الآخرين والحياة كلها، مع السفر والكتب والموسيقى والسينما والطعام، ونمط الثياب والأزياء التي ترتديها، ونوعية القهوة التي تعدل مزاجك، وتعالج بها صداع رأسك، كل ذلك من حقك طالما كنت قادراً على تحمل استحقاقات هذه الحرية!

 ليس لأحد أن يعترض على أصدقائك، أو فرع الدراسة التي اخترتها، أو على جنسية أصدقائك، أو موضة بنطالك، أو كمية السكر في فنجان القهوة خاصتك، أو روايات الجريمة التي تدمن قراءتها، بينما أنت تتجاوز سن الشباب بسنوات وتبدو ناضجاً بما يكفي لأن تتجه - حسب رأي الآخرين - لقراءات نوعية ككتب التاريخ والاقتصاد، أو روايات نجيب محفوظ وغارسيا ماركيز، بينما تعتقد أنت أن ذائقة الكتب التي تفضلها تخصك وحدك، فأنت تقرأ هذه الكتب لأنها تروقك، وتحقق لك توازناً ومتعة من نوع ما، ثم نقطة على السطر!!

 مثل هذه التفاصيل التي لا يصح أن يتدخل فيها الآخرون، أو يقال عنها صغيرة، أو غير ذات أهمية طالما أنها تصنع الفرق في حياتنا، وتشكل فارقاً حقيقياً في توازننا ودرجة ثقتنا بأنفسنا، فنحن إن لم نتعلم باكراً كيف نختار ما يحدد تضاريس شخصيتنا، وكل الجهات الأصلية والفرعية التي تأخذنا إلى فضاءاتها ومتاهاتها لنتعرف إلى أنفسنا، وإلى قدرتنا على الاختيار وطرح الأسئلة والبحث عن الإجابات، إن لم نتدرب على ذلك منذ طفولتنا وبعيداً عن الوصاية المرهقة والرقابة اللصيقة وتعليمات (افعل ولا تفعل)، فإننا يقيناً لن نتعرف إلى إمكانياتنا وحدودنا، ولن نعي هويتنا الفعلية التي سننطلق بها للعالم ونحن نتعامل معه، ونسافر إليه ونتناول طعامنا معه، ونقرأ كتبه، ونشتري منه ونتحدث لغته! 

 يدمن الكبار، بكل المعاني التي يحيل إليها وصف الكبار، ممارسة لعبة تأطيرنا، وتحديد الصورة التي يجب أن نكونها ونظهر بها أمام الآخرين، لأنها الصورة التي تروقهم وتناسبهم وتريح قناعاتهم، ثم ماذا؟ ماذا عنا؟ عن هذه الفتاة أو هذا الشاب الصغير الذي يبحث عن هويته الخاصة، ليست تلك التي تحددها البطاقة المدنية، ولكن التي تتفق مع خريطته الروحية والذهنية بعيداً عما يروق الآخرين؟؟