أحدث الأخبار
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد

الناس في الإمارات مختلفون حقاً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

«الناس هنا في الإمارات مختلفون ويفكرون بشكل استثنائي».. قالت الفتاة البريطانية موظفة البنك التي ذهبت لمقابلتها حين أصرت على ذلك، على فنجان قهوة، وفي مقهى بالكاد كان يستقبل أول زبائنه في الصباح الباكر جلسنا لنناقش أمورا لها علاقة بالقضايا المالية، قبل أن تبدأ في سرد حكايتها الخاصة.

هي بريطانية الجنسية والنشأة، عربية الأصل، قضت الخمس سنوات الأولى من طفولتها في بلدها الأم والخمس سنوات التالية في بلد عربي آخر قبل أن يقرر والدها الهجرة إلى بريطانيا لضمان مستقبل العائلة ولكي يحظى الأبناء بتعليم وخدمات ووظائف جيدة فيما بعد، فلا شيء كان يبدو له مضمونا وآمنا في الرقعة العربية آنذاك ، كان ذلك في منتصف السبعينيات تقريبا.

بعد ثلاثين عاما كان الأبناء قد تخرجوا من الجامعات وكبروا وبدأت معاناة البحث عن عمل أفضل ومستقبل مرموق، وكانت دبي تحديدا تلوح كضوء مبهر في سماء الجغرافيا العربية وكانت تتحول سريعا إلى حلم للجميع وتحديدا الشباب الممتلئ بحس التحدي ورغبات المحاولة والبحث عن أفق ومستقبل ووظائف جيدة تدر مرتبات عالية.

ولقد جاءت الابنة الكبرى الى الإمارات، واستقرت فيها وحصلت على الوظيفة والراتب الذي كانت تحلم به، وبالرغم من اختلاف البيئة والثقافة والبعد عن العائلة إلا أنها تصر اليوم على عدم العودة إلى بريطانيا بل تزيد فتقول لوالدها « لا أتصور بعد الآن أن أعيش في مكان غير الإمارات العربية المتحدة». تقول بأنها تعتقد أن هناك فارقا كبيرا في الثقافة وذهنية الناس وسلوك الحكومة ومبادراتها أو سياساتها بين الإمارات ودول عربية كثيرة، وهي كمواطنة بريطانية من أصول عربية تعتقد بأن الحريات الشخصية المكفولة قانونياً، وحقوق الإنسان ومبدأ الاستقلالية وجودة الخدمات ومستوى المعيشة العالي والأمان وانعدام الجريمة وتمتع المرأة بهامش حرية واسع قياسا بمجتمعات أخرى وامتلاكها فرصا مساوية للرجل في التعلم والترقي، هذا وغيره يجعل الإمارات المكان المفضل للحياة بدون مبالغة خاصة لفتاة لازالت تنتمي لثقافة وذهنية عربية رغم سنوات الحياة الطويلة في الغرب، حكت لي بشيء من الدهشة كيف أنها في أول سنة لها في دبي وكان الوقت عصرا وهي بالكاد قد أنهت دوامها الطويل، تتلهف للعودة سريعاً لشقتها لإعداد طعام الفطور فهذا أول رمضان تقضيه بعيداً عن عائلتها، لكن الزحام الشديد وبعد المسافة جعلاها تيأس من إمكانية إعداد شيء تبدأ به فطورها وإذا بامرأة تعبر بين السيارات توزع على سائقي السيارات المتوقفة عند الإشارة علباً تحتوي على وجبة إفطار كاملة - تقول لي بدهشة - تصوري كانت تمر بين السيارات توزع العلب مع فتاة أخرى وكأنها مسؤولة عن هؤلاء الصائمين الذين ربما فاتهم الإفطار في منازلهم، بسبب الزحام وظروف العمل -ثم أكملت - لو أنني في بريطانيا لعانيت الأمرين في المواصلات والطرقات دون أن يشعر بي أحد.

إن مجتمعا يفكر أهله في المحتاج والفقير والغريب والمنقطع عن أهله والمنكوب في آخر الدنيا والصائم الذي قد يصادف أن لا يكون في بيته والمجتمع إنساني بامتياز وفي أعلى درجات التحضر ويستحق أن يحظى بهذا الأمان والازدهار الذي يرفل فيه . فاللهم لك الشكر.