أحدث الأخبار
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد

الهوية الوطنية والإرث الثقافي

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 10-08-2014

الوثبة الحضارية في الإمارات هي ظاهرة تاريخية لم يسبق لها مثيل بحكم أن التغير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي خلال العقود الأربعة، كان سريعاً بسرعة الجياد الجامحات، ما أدى إلى تغيير الكثير من المفاهيم والعادات والتقاليد والقيم، وهذا بدوره خلق واقعاً إنسانياً وثقافياً مختلفاً جذرياً عن سنوات ما قبل هذه الوثبة، والتغير بدأ من عادات المأكل إلى الملبس إلى المسكن إلى العمل إلى العلاقة ما بين أفراد المجتمع، وكذلك علاقة المجتمع الإماراتي بالآخر، فاليوم نشهد فسيفساء من الأعراق والأجناس واللغات والثقافات امتزجت بفعل العلاقة الوطيدة مع ثقافة المجتمع ومع لغته وأفكاره وعاداته، وفي المقابل أنتج هذا الوضع الجديد واقعاً اجتماعياً تأثرت به بشكل مباشر الهوية الوطنية، وكذلك الإحساس بالذات وبروز ما يشبه اللون الرمادي في الأنا، إذاً ما العمل؟ فهل يفيد رجوع عقرب الساعة إلى الوراء ونغلق على أنفسنا أبواب الغرفة ونوافذها ونمنع دخول الهواء، أم ماذا نفعل؟

بطبيعة الحال فإن التطور المنشود بأمس الحاجة إلى هذا اللقاح الثقافي، كما أنه بحاجة إلى هذه اللوحة التشكيلية مختلفة الألوان، ولا تطور ولا رقي من دون هذا التلون الجميل ولكن أمام هذا الفتح الهائل من شلال المياه العذبة تحتاج شطآن الإمارات إلى حفنة من ملح تعيد التوازن للأحياء وتخلق نوعاً من التمازج البيني ما بين الذوقين حتى نحافظ على سلامة واقعنا الاجتماعي، فالثقافة تراكم وتعدد أفكار، ولا يستمر واقع في الحياة بممارسة وظيفة الإزاحة أو التخلي عن جزء أساسي من حياة الناس والانتقال إلى أجزاء أخرى أكثر حداثة.

وهنا يجدر بنا القول إن الأصالة والحداثة، يجب أن يسيران في مجرى واحد ليقدمان معطى اجتماعياً وثقافياً لا يخل ولا يزل ولا يرتكب علل الأنيميا في الجسد الواحد. والهوية ليست شعاراً ولا عنواناً عريضاً، الغرض منه الدخول في صلب الواقع، بل هي الواقع نفسه، هي الأنا البشرية، الذات الوطنية، فإن داهمها التشقق فَقَدَ المجتمع جذوره فتهاوت السيقان على الأرض يابسة عجفاء. ولكي نحفظ الود مع الهوية لابد لنا أن نخرجها من صيغ المناداة الإعلامية، وألا نكتفي بالدعاء والرجاء، بل لابد من شروط وافية توفر التطبيق العملي، وأول الشروط هو الشق التربوي والتعليمي، إذاً فالمدرسة والبيت هما المستقيمان المتوازيان اللذان يذهبان بقضية الهوية إلى مسارها الصحيح إن لم يقل أحد المتوازيين «سآوي إلى جبل يعصمني من الماء»، لا مجال للمكابرة، فالبيت بيت الداء والدواء، وكذلك المدرسة هي أساس البناء. يجب أن نغير أولاً من ثقافة البيوت في التعامل مع الأبناء، يجب أن نتخلص من ثقافة ما وراء المحيطات، ونعيد للأب والأم دورهما في التلقين والتلحين والتلوين وحفظ اليقين، كما يجب أن تأخذ المدرسة دورها الريادي في تأسيس مناهج تضع الهوية في الصلب واللب وتدفع بالثقافة نحو غايات تلاوة الهوية بقدسية وخصوصية تقود إلى عمومية التداخل مع الآخر بذات قوية شديدة المراس مليئة بمفردة الصحراء، وقافية البحر ورسوخ النخلة. نحن بحاجة إلى تربية وطنية تنمي روح الانتماء إلى الهوية في نفوس الآباء والأمهات قبل الأبناء.