أحدث الأخبار
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد

دروس التاريخ في الجنوب

الكـاتب : مأرب الورد
تاريخ الخبر: 15-11-2019

مأرب الورد:دروس التاريخ في الجنوب- مقالات العرب القطرية

يتكرر التاريخ في جنوب الوطن بصورة تجعل المرء يحتار في أمره من تصرفات أولئك الذين عاصر بعضهم أحداث الماضي، ولم يتعظوا بدروسه ويتوقفوا عن اجترار تلك الأحداث التي لم تجلب إلا العنف والإقصاء والفوضى.

هذا التاريخ الذي نتحدث عنه هو استنساخ فكرة احتكار تمثيل الناس دون إذنهم، عدا تأييد بعض الأتباع فيما يسمونه «التفويض»، وهو عبارة عن مظاهرة يدعو لها هذا الطرف أو ذاك، ويطلب من المشاركين تأييده فيما يريد، ثم يخرج على الناس زاعماً تفويضه منهم، بينما مَن فوّضه جزء منهم لا كلهم.

وخطورة هذا الأمر في أنه يلغي إرادة الناس، ويكرّس آلية أخرى لتمثيلها ليست حقيقية ولا تصلح في عصرنا الحالي، ذلك أن تنظيم المظاهرة أياً كان عدد المشاركين فيها يُمكن أن يقوم به أي طرف، لكن هذا لا يعني أبداً حصوله على الشرعية القانونية المطلوبة.

إرادة الناس يُعبّر عنها في الانتخابات الحرة أو الاستفتاءات العامة المشهود لها بالنزاهة والشفافية وبإشراف جهة دولية، وهذه هي الآلية الحضارية السلمية المتعارف عليها اليوم، والتي تضمن الشفافية والتمثيل والرضا الشعبي.

وهذا ما يجب أن يفهمه «المجلس الانتقالي» الذي يدّعي تمثيل الجنوب لمجرد أنه نظم عدداً من المظاهرات، التي نظمها غيره، ويريد جني المكاسب السياسية على حساب مكونات أخرى في الساحة.

إن ما يدعيه مثير للضحك؛ لأنه لم يأتِ بجديد ليتفهم معارضوه طرحه، فهو ليس الأول في الجنوب الذي ينظم المظاهرات، ولا صاحب النضال الطويل، مقارنة بالحراك الجنوبي الذي تأسس في ٢٠٠٧، واستقطب طيفاً واسعاً من المجتمع، كما أنه ليس وليد القضية التي يزعم تمثيلها، وإنما وليد لحظة احتياج الداعم الخارجي المتحكم بقراره، ويكفي هذا لنسف علاقته بالجماهير المحلية.

موازين القوة العسكرية شيء آخر، ولا تعكس تمثيل الناس بشكل حقيقي، لأن اعتماد هذا المقياس سيمنح الشرعية لكل صاحب قوة، بما في ذلك العصابات، ناهيك عن أن هذه القوة التي يمتلكها المجلس اليوم ليست ذاتية، وإنما هي تابعة للممول الذي يستطيع مصادرتها متى شاء.

لهذا يجب أن يتذكر الناس دروس الماضي كي لا يدفعوا الثمن مرتين، وعليهم أن يعرفوا أن الصراع الذي بدأ بعد الاستقلال عام ١٩٦٧ ثم في المراحل التالية حتى الوحدة، يتكرر اليوم بصورة أو بأخرى، ويمكن رؤيته في ادعاء التمثيل، واحتكار الحقيقة، وخطاب التخوين والإقصاء، واستخدام العنف والقوة للسيطرة.

أحداث أغسطس الماضي وما تبعها وقبلها أحداث يناير ٢٠١٨، مجرد أمثلة على تكرار هذا الجانب المأساوي من التاريخ العنيف، وصورة لما يمكن أن يكون عليه المستقبل في حال تمكّن هؤلاء الذين لا يريدون الاحتكام للناس عبر الصناديق.

معظم هذه القيادات التي تصدّرت العمل الجماهيري تحت مسميات كثيرة معروفة للصغير والكبير تاريخها فاشل ومليء بالتلون واستخدام الشعارات الخداعة لتحقيق مكاسب خاصة، ومن السهل عزلها اجتماعياً ورفض الالتفاف حولها، وهذا كفيل بإنهاء المعاناة ودوران العنف ومآسي الماضي.

والإيجابي في الحاضر أن الشارع يستطيع التمييز بين الصالح والطالح، ولكن المشكلة أحياناً في خذلان الجهات التي عوّل عليها لتحقيق مطالبه، وفشلت، ليجد نفسه أمام خيارات محدودة، وهنا يكمن جواب السائلين عن أسباب تحولات الجماهير هنا وهناك.