أحدث الأخبار
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد

إنسان فائق الحداثة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-12-2019

إنسان فائق الحداثة! - البيان

في كتابه المهم «أزمنة الحداثة الفائقة» يصف الفيلسوف الفرنسي وعالم الاجتماع جيل ليبوفيتسكي أنماط الحياة في أزمنتنا الراهنة فيقول: «يتميز مجتمع الحداثة الفائقة بالحركة والتدفق والمرونة والاستهلاك بلا حدود، الاستهلاك لأجل المتعة، والابتعاد عن المبادئ العظيمة التي هيكلت الحداثة أكثر من أي وقت مضى».

وفي الإطار نفسه، فإن إنسان هذه الأزمنة هو الآخر «فائق الحداثة» يجري توجيهه نحو اللذة الدنيوية والمتعة لتضخيم احتياجاته وبالتالي تضخيم الأرباح المترتبة على ذلك، إلا أن هذا الإنسان يمتلئ بنوع من الخوف والقلق الذي يتأتى من العيش في عالم ينزلق بعيداً عن الإيمان ويواجه مستقبلاً غامضاً، على الرغم من الانفجار المعرفي الذي يشمل جميع مجالات العلوم التطبيقية والإنسانية، إلا أن الواضح تماماً أن هذا الكون شاسع بما لا يمكن الإحاطة به واكتشاف أسراره أو السيطرة عليه!

يبحر الإنسان في العلم وفي اعتماده على العقل، ويبذل قصارى ما يستطيع، ويذلل كشوفاته ومخترعاته ونظرياته في خدمة احتياجاته وتسهيل حياته، إلا أنه لم يتمكن من كبح جماح جهله وضعفه، ولم يمنع نفسه من اختراع الحروب وتوسيع نطاقها، وتقنين القتل، وتلويث الطبيعة، وتدمير المناخ والغابات والمنتجات الزراعية.

هذا الاستخدام الفائق للعقل والعلم لم يمنع القلق من أن ينخر في عظام أفراد الحداثة الفائقة، فارضاً الخوف من الأمراض والحروب والأزمات والكوارث، وبالتالي أفسد هذا الإنسان المتفوق حريته وسعادته وبساطته دون أن يقدر على العودة لأزمنة البساطة، أو المضي آمناً في أزمنة الحداثة الفائقة!

كل شيء يرفع لافتات التحذير فوق الرؤوس: أفراد أكثر تعليماً وأوفر دخولاً وأعلى تدريباً وامتلاكاً للخيارات، ولكنهم أكثر خوفاً وقلقاً وتحطماً أيضاً.

إنهم بالغون وناضجون ولكنهم غير مستقرين وقلقون، فضلاً عن أنهم أقل تمسكاً بالأيديولوجيا في الوقت الذي هم فيه أكثر اتباعاً لتغيرات الموضة، أكثر انفتاحاً ولكنهم أسهل تأثراً، أكثر انتقاداً لكنهم أيضاً أكثر سطحية، أكثر شكاً وأكثر غموضاً. ولم يعد هناك أي نظام إيماني يمكن اللجوء إليه للطمأنينة والسكون.

باختصار «تلك هي أيام الحداثة الفائقة» كما يصفها مؤلف الكتاب!