أحدث الأخبار
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:33 . سموتريتش يخصص 843 مليون دولار لتعزيز الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة... المزيد
  • 05:52 . هرتسوغ يهاجم زهران ممداني لانتقاده حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد

كاتم الصوت

الكـاتب : سحر ناصر
تاريخ الخبر: 09-01-2020

قد يتبادر إلى الأذهان أنني أتحدث هنا عن مسدس كاتم الصوت، لكنني أعني كاتم الصوت الموجود في جهاز التحكم عن بُعد، المعروف بين الناس بـ «الريموت كونترول»، وفي اللغة العربية بـ «الحاكوم».
هل جرّبت يوماً أن تستخدم خاصية كتم الصوت، وأن تتأمل البرامج الحوارية بالصورة فقط دون صوت، هذه التجربة مفيدة، مُلهمة، ومضحكة، يومياً يُعرض العديد من البرامج الحوارية السياسية على الشاشات العربية التي تستضيف غالباً الشخصيات نفسها، سواء السياسيين أم المحللين، حتى بات مشهد الإعلام العربي منفصلاً عن قضايا المجتمع والمواطن، ناقل فقط لما يتحدث به أصحاب القرار في الشؤون السياسية، ومن يدور في فلكهم من رجال الدين والمحللين الذين أصبحوا كالحاشية.
كوبٌ من اليانسون ليلاً، و»كتم الصوت»، والتأمل في وجه هذه الشخصيات، ولغة جسدهم، كفيلة بأن تعطينا مؤشراً حقيقياً على حقيقة هذه الوجوه، وتمنحنا السيطرة لإسكات شخصيات مهمة، وذلك بالضغط على «زرّ واحد»، وكتم أصواتهم.
هذه التجربة ولمدة نصف ساعة فقط، تجعلنا ندرك كمية اللغو، والكلام الذي لا قيمة له، الذي يتبادله هؤلاء.
إذا كتمت الصوت، زادت قدرة العينين على الإبصار، والتأمل، والتمعن، والتفكّر في وجوه مختلفة، مكفهرة، حائرة، ومتوترة، وأحياناً ترفع يديها وأصابعها بوجه بعضها البعض، وتحكّ أنفها كذباً مرة واثنتين وثلاثاً، ومنهم من ترى في عينيه كمّ الخوف من الشعوب، بينما في حديثه نبرة صوت واثقة، ولم تكن لتلحظ خوفه إذا التهيتَ بسماع ما يقول من عنتريات.
لا يقتصر اللغو فقط على الأغاني التي نخرنا البعض بحرامها وحلالها، بل أيضاً اللغو في السياسة وشؤون أخرى بكلام لا قيمة له ولا معنى، بحيث إنه إلى الآن لم تمنح أغلب البرامج الحوارية الفرد العربي حقّه في توفير منصة له على حساب السلطات وفي كلّ الدول، فإذا مُنح المواطن خمس دقائق، يُمنح السياسي خمس ساعات للحديث والتصريح والتراشق والتبرير، فعلياً دون جدوى، لم تنجح معظم هذه البرامج في إحداث التأثير المطلوب لبناء المجتمعات، أو دعمها أقلّه من أجل الصمود.
والدليل، ارتفاع نسبة التطرف والتحيز والتعصب الطائفي والمذهبي والعنصري، ولغة التخوين، وما إلى ذلك من مظاهر سلبية إلى حدّ إصابة أغلب الشباب العربي بحالات من الهلع والقلق والارتياب والاضطراب الذهني، وحشو العقل الباطن بكمّ هائل من المفردات والكلام الذي لا جدوى منه.
استخدام زرّ «كاتم الصوت» هو الحلّ لمن لا يملك المال والوقت الكافي أو لم تتوفر له الظروف البيئية والطبيعية للعودة إلى الطبيعة، وتطهير الأفكار من الحشو واللغو، واستبدالها بأصوات الطبيعة، ربما للتخلص من سموم الكلام الذي يتسلل إلى قلبك وعقلك ويجعلك في حالة توتر دائمة.
جرّب كتم أصواتهم.. ستُدرك أن أغلبهم مهرجون مزعجون يؤدون فقراتهم كلّ حسب راتبه.