لأول مرة، دعا رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد علي، رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، إلى الوساطة في أزمة سد النهضة الذي تبنيه بلاده على نهر النيل، وتتخوف مصر من تداعياته.
وتأتي تلك الخطوة في أعقاب فشل اجتماعات اقترحتها واشنطن بين أطراف الأزمة، مصر وإثيوبيا والسودان، في التوصل إلى توافق بشأن القضايا الخلافية.
وقال آبي أحمد، خلال مؤتمر صحفي، عقده ورامافوزا، بالعاصمة بريتوريا بجنوب إفريقيا، إنه يمكن لجنوب إفريقيا التوسط مع مصر للوصول إلى حل بشأن أزمة السد، بصفتها الرئيس المقبل للاتحاد الإفريقي.
ووصف رئيس الوزراء الإثيوبي رامافوسا بأنه صديق لبلاده ومصر، وأنه يتمتع بالقدرة على إجراء نقاش مع البلدين من واقع رئاسة الاتحاد الأفريقي.
ومن المقرر أن تتولى جنوب إفريقيا رئاسة الاتحاد الأفريقي الشهر الجاري، خلفا لمصر.
وأشارت هيئة الإذاعة في جنوب إفريقيا، إلى أن الرئيس رامافوزا "وافق على مساعدة إثيوبيا في حل أزمة سد النهضة مع مصر".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الجانب المصري بشأن الطرح الإثيوبي لوساطة جنوب إفريقيا التي عادة ما رفضت مطالب مصرية بالوساطة الدولية.
ويأتي الحديث الإثيوبي عشية اجتماع في واشنطن، الإثنين، لوزراء الخارجية والموارد المائية في مصر وإثيوبيا والسودان، لتقييم مفاوضات السد الأربعة الأخيرة التي انتهت وفق إعلان القاهرة وأديس أبابا "دون توافق" على ملء وتشغيل السد الإثيوبي.
وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسيتم الاستناد إلى المادة العاشرة من إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاثة بشأن السد، عام 2015.
وتعطي هذه المادة الحق للأطراف المعنية في طلب الوساطة، وهو مطلب مصري متكرر، أو إحالة الأمر إلى الرؤساء لبحث أي خلاف.
ومن المقرر أن يلتقي أطراف الأزمة في واشنطن في اجتماع متابعة أخير يومي الإثنين والثلاثاء.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار.
وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، والهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.