تبتعد الصحافة الأمريكية بشكل عام عن أي قراءة لتعيين رئيس وزراء في أي دولة عربية، ولكن كان من الملفت للنظر أن تقوم صحيفة بحجم  “ذا هيل” القريبة من الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض بقراءة خاصة لتعيين رئيس وزراء قطر الجديد خالد بن خليفة آل ثاني.

هذه القراءة كتبها الباحث جيمس جى كويل، الذي تولى عدة مناصب في الحكومة الأمريكية، وقام بإدارة العديد من المعاهد المرموقة من بينها معهد دراسات الشرق الأوسط وكلية الحرب العسكرية الأمريكية، وهو مؤلف “حروب الحدود والصراعات المجمدة في روسيا”.

 يقول كويل إن تعيين خالد بن عبد العزيز آل ثاني، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، كرئيس وزراء لدولة قطر يعزز اهمية الإمارة للولايات المتحدة.

وأوضح كويل أن قطر هي حليف مهم للولايات المتحدة، فهي مقر لقاعدة العمليات الأمامية للقيادة المركزية الأمريكية في قاعدة العريض الجوية، مشيراً إلى أن هناك ما يقدر بنحو 10 آلاف جندي هناك مع طائرات ومقاتلات من طراز اف 22 وقاذفات بي 52 التي تحلق في أجواء الشرق الأوسط.

 وكشف الباحث البارز أن الولايات المتحدة تقدر تماماً الضيافة القطرية في القاعدة، التي وصلت قيمة التحديثات فيها إلى 1.8 مليار دولار، مشيراً إلى اتفاق عسكري أبرمته الولايات المتحدة وقطر في العام الماضي ينص على إيواء الإمارة للقوات الأمريكية على مدار العشرين عاماً القادمة.

وأكد الباحث على حرص دول حلف الناتو على قوة قطر حيث قامت بريطانيا بإنشاء سرب طائرات تايفون مع قطر، والذي سيتم تشغيله في الوقت المناسب لمباريات كأس العالم 2022، ووقعت فرنسا على اتفاقية ثنائية تجيز نشر القوات الفرنسية في البلاد، كما أنشأت تركيا قاعدة في قطر تضم خمسة آلاف من قواتها.
وقال الكاتب إن قطر مشتر رئيسي للمعدات العسكرية الأمريكية، حيث اشترت 36 طائرة مقاتلة طراز اف 16 مقابل 12 مليار دولار في صيف عام 2018، وكان هناك حديث بشأن شراء نظام الدفاع الصاروخي اس 400، ولكنها لم تذهب أبعد من ذلك مع الروس، وأوضح الكاتب أن قطر منتج مهم للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وسخر كويل من الانتقادات الموجهة ضد قطر، قائلاً إن غالبيتها جاءت بسبب قناة الجزيرة المثيرة للجدل، والتي تقدم التقارير والقصص الإخبارية التي لا تروق لبعض الأنظمة في المنطقة.

وتطرق كويل إلى قصة مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي انتقد قطر في البداية بسبب مزاعم عن دعمها لجماعة الاخوان المسلمين، ليعود للتصريح بأنه تم استهداف قطر بشكل غير عادل، وفي الآونة الأخيرة، نشر النائب بول غوستر تغريدة لمقطع فيديو عن بولتون يزور قطر.

وأشار الباحث إلى أن قطر حافظت على علاقات دبلوماسية واقتصادية مع مجموعات مثل طالبان ودول مثل إيران في سياسة ذكية للغاية، وعلى الرغم من أنها تعرضت للنقد بسبب هذه العلاقات خاصة من التيار اليميني المحافظ، إلا أن قطر استخدمت هذه الروابط بطريقة استفادت منها السياسة الخارجية الأمريكية، مما ساعد على إدخال الولايات المتحدة وطالبان في محادثات سلام مباشرة، كما استخدمت قطر اتصالاتها مع إيران لنزع فتيل التوترات بعد أن قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني.