علق موقع إستراتيجيك فوركاستينغ (ستراتفور) على فشل مفاوضات الأسبوع الماضي بين القاهرة وأديس أبابا، بشأن سد النهضة الإثيوبي، بأنه يعني أن التعبئة الأولية للسد الكهرومائي على النيل الأزرق ستتم على الأرجح دون اتفاق بين السودان ومصر وإثيوبيا.
ويرى الموقع البحثي، وهو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أميركي خاص، أن القاهرة ستحاول، وربما تفشل، في ممارسة ضغط دولي على إثيوبيا لضمان ألا يؤثر السد الجديد العملاق على تدفق نظام نهر النيل، المصدر الرئيسي للمياه في مصر.
وأضاف أنه بالرغم من أن التنسيق الفني لا مفر منه، فإن تأثير مصر المتضائل على توزيع المياه شمال أفريقيا سيجعل موقعها العام على النيل أقل أمانا بمرور الوقت.
ووفق ستراتفور فإن بإمكان إثيوبيا، لأنها الطرف الرئيسي في دول المنبع، اتخاذ موقف متشدد ضد المحاولات المصرية لفرض شروط على تشغيل المشروع، وإنها سوف تبدأ في ملء السد بمجرد بدء موسم الأمطار.
وتوقع الموقع أن تحاول مصر، بسبب القلق من فقدان الوصول إلى مصدرها الحيوي للمياه، حشد دعم دولي للضغط على إثيوبيا للموافقة على آلية لتسوية النزاع، بالإضافة إلى جدول زمني ممتد لملء السد.
استمرار بناء سد النهضة يؤثر على حصص مصر من مياه النيل
وأردف بأن المحاولات السابقة للوساطة الدولية باءت بالفشل إلى حد كبير، وأن مثل هذه المحاولات تخاطر فقط بجعل إثيوبيا تتشبث بموقفها أكثر.
وألمح إلى أنه في المستقبل سيكون أمام مصر خيارات قليلة لإجبار إثيوبيا على التعاون في القضايا الفنية، حتى لو بقي الخلاف السياسي المتدهور.
وحتى لو لم يتوصلا إلى اتفاق مؤقت أو دائم، فستظل مصر وإثيوبيا بحاجة إلى أن تتعاونا في القضايا اللوجستية حسب الحاجة لإدارة تدفق المياه بين إطلاقات كميات المياه في سد النهضة بإثيوبيا وسد أسوان في مصر
وأضاف الموقع الإستراتيجي الأميركي أن فقدان مصر لوزنها السياسي الإقليمي سوف يهدد استفادتها الطويلة الأمد من نهر النيل، مما يفاقم مشاكل ندرة المياه الحالية "في هذا البلد الصحراوي".
واختتم تعليقه بأن مصر تخشى من أن الاستسلام لمطالب إثيوبيا بشأن كيفية ملء السد وتشغيله يمكن أن يشكل سابقة تدفع أديس أبابا، ودولا أخرى في حوض نهر النيل، بطريقة أكثر عدوانية، إلى بناء سدود إضافية.