قال الناشط الحقوقي الإماراتي والمستشار القانوني محمد بن صقر الزعابي، اليوم الأربعاء، إن التفاعل الكبير الذي حظيت به قضية احتجاز الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي بمنزل والدها، يذكر بتجاهل الحكومة وحكام الإمارات لقضايا معتقلات الرأي.

وقال الناشط والحقوقي الزعابي، في سلسلة تغريدات على تويتر، إن "تفاعل الأمم المتحدة والحكومة البريطانية الكبير مع قضية لطيفة بنت محمد بن راشد المسجونة في قصر والدها يذكرنا بالتجاهل الكبير الذي تعاملت به حكومة وحكام الإمارات مع قضية "علياء عبدالنور" رحمها الله التي توفيت وهي مقيدة لسريرها رغم المناشدات بإطلاق سراحها بعد انتشار السرطان بجسدها".

وأضاف: "التفاعل الأممي والبريطاني الكبير مع قضية لطيفة يذكرنا كذلك بقضية "أمينة العبدولي" التي تطلب الحماية من سجانيها وتروي الانتهاكات التي تعرضت لها في سجون الإمارات وقد أنهت حكمها الظالم منذ 11/2020 ولم يفرج عنها".

وتابع: "هذا التفاعل الكبير يذكرنا ايضاً يذكرنا بـ"مريم البلوشي" التي ترسل مناشداتها من سجون أمن الإمارات لسنوات وتطلب الحماية من الانتهاكات، وقد أنهت حكمها الظالم منذ 11/2020 ولم يفرج عنها".

من جانبه، قال الناشط الإماراتي عبدالله الطويل في تغردات على توتير إن "في اليوم التي تُطلق لطيفة استغاثة من أجل الحصول على حريّتها، تذكرت الراحلة علياء عبدالنور والتي لم تترك طريقاً إلا وسلكته من أجل أن تحصل على افراج طبّي لتلفظ آخر أنفاسها في بيتها بعد أن غيبتها ظلمات السجون".

وأضاف "منعت من العلاج ومنعت من الإفراج الطبي ومنعت من كافة الحقوق".

وتابع في تغريدة أخرى :" قصة علياء عبدالنور لن تغيب عن الذاكرة فهي تكفي لوأد كل أصوات النشاز التي تدّعي تسامح الحكومة الإماراتية، وعدلها، وفي المقابل لدينا أمينة العبدولي ومريم البلوشي معتقلتين أنعتا حُكميهما ولم يفرج عنهما بعد، وكلتا المعتقلتين يعانيين من أمراض " احداهما في الكبد ".

بدوره، قال الناشط الإماراتي، أحمد المرزوقي، إن اهتمام بريطانيا في قضية لطيفة بن راشد حتماً ليس لعيون لطيفة ولكنه بالكاد ابتزاز جديد للحكومة الإماراتية والتي سبق وأن احتجزت المواطن البريطاني ماثيو هيدجز وعذبته!

وأضاف قائلاً: "على أي حال قد يُحرك الأمر شيئاً في حقوق الإنسان المنتكهة في الإمارات".

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنّ بريطانيا تريد أن ترى دليلاً على أنّ ابنة حاكم دبي المفقودة "على قيد الحياة وبصحة جيدة"، لكنها لن تفرض عقوبات على والدها، في ظلّ غياب أدلة داعمة.

يقول راب إنّ مقاطع الفيديو الجديدة للشيخة لطيفة، بنت محمد بن راشد آل مكتوم، التي قالت فيها إنها محتجزة ضدّ إرادتها من قبل والدها "مقلقة للغاية".

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنّه قلق على مصير الشيخة لطيفة، مضيفاً أنه سيتابع القضية. وقال في حديثه إلى وسائل إعلام بريطانية، اليوم الأربعاء: "هذا أمر يثير قلقنا بالتأكيد، لكن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تنظر فيه. أعتقد أننا سننتظر لنرى ما ستفعله، وسنتابع المسألة".

والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة، أنها تبحث مسألة "احتجاز" لطيفة آل مكتوم (35 عاما)، ابنة حاكم إمارة دبي، نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد، المختفية منذ سنوات.

وردا على أسئلة صحفيين بشأن هذا المقطع، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي، إن "فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري ينظر في هذه المسألة".

وبثت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في وقت سابق الثلاثاء، مقاطع مصورة قصيرة للشيخة لطيفة، قالت فيها باللغة الإنجليزية إنها محتجزة منذ سنوات في فيلا بدبي، وتعيش ظروفا سيئة.

وقالت الشيخة لطيفة، في المقاطع المصورة بهاتف، إنها اضُطرت إلى تسجيلها في الحمام، لأنه المكان الوحيد الذي يمكنها غلق الباب على نفسها فيه، وإنها موجودة "كرهينة" في "فيلا" تحولت إلى سجن لها.

وأوضحت أن كل النوافذ مغلقة، ويوجد خمسة من رجال الشرطة بالخارج وشرطيتان بالداخل، وأنها تخشى على حياتها، ولا تعرف متى سيُطلق سراحها.

وظهرت قضية الشيخة لطيفة عام 2018، بعد أن أخفقت محاولتها للفرار من الإمارات، التي تواجه اتهامات حقوقية بالتمييز ضد النساء وعدم تقبل أي من أشكال المعارضة.