قدم الباحث السياسي في العلاقات الدولية مروان البلوشي، قراءه تحليلية شاملة للمواقف الإماراتية الرسمية والشعبية، تجاه الأحداث الجارية في مدينة القدس المحتلة، وحي الشيخ جراح، والتصعيد في قطاع غزة.

وقال البلوشي في سلسلة تغريدات رصدها موقع "الإمارات71"، رسمياَ حتى تصريح الشيخ محمد بن زايد، بالأمس كانت ردة الفعل متمثلة في بيان وزارة الخارجية متوازنة وهذا أمر جيد، ولكنها ربما بطيئة او لنقل حذرة بالمقارنة مع التأثير المحتمل لما يجري على صورة الدولة بعد إقامة "علاقة تطبيع" مع تل أبيب".

وأضاف "بيان وزارة الخارجية هو البيان الخليجي الوحيد، الذي ذكر الدور الأردني في القدس، هذه نقطة مهمة في الفترة القادمة، أقله من ناحية تطمين عمّان.

وتابع: "على الجانب الآخر، فإن التواصل مع القيادة الفلسطينية غير قائم، لأسباب معروفة، وقد يدفع هذا مستقبلاً لتسريع قناعة ضرورة صعود زعامة فلسطينية بديلة (محمد دحلان)".  

وأردف "بالتزامن مع الأحداث نشر سفير الدولة مقالاً في جريدة إسرائيلية، بدأ فيه وكأنه يقارن بين طبيعة المجتمع الإماراتي، والإسرائيلي، أصبت بصدمّة! واستمر نشاطه الاجتماعي دون الإشارة لبيان الخارجية على أقل تقدير".

وواصل البلوشي تحليله بالقول: " كتبت سابقاً أنه من الأفضل الإبتعاد عن ثيمات "التسامح" و"الانفتاح" في الحديث عن دوافع العلاقة مع إسرائيل والتركيز على المصلحة الوطنية" مضيفاً "سردية التسامح إلخ ستسبب ربكة في صياغة وتلقي رسائلك الإعلامية ولا تصلح بصراحة مع إسرائيل (هناك دول تتجنبها)".

مواقف شعبية

ومضى قائلاً:" هناك شخصيات مثل حرم حاكم الشارقة، عبرت بصراحة وبلغة قاطعة عن رأيها في الممارسات الإسرائيلية وأظن أنها تمثل الغالبية من مختلف الأجيال والخلفيات". في إشارة إلى تغريدة الشيخة جواهر القاسمي التي قالت فيها " المسجد الاقصى ليس ملكا لقائد و لا لحاكم و لا لملك. المسجد الاقصى ليس مسؤوليه اخواننا الاحرار في فلسطين هذا مسجد المسلمين جميعا و مسؤوليه المسلمين جميعا ادعوا لله يحفظه و يبارك من حوله. و يطهره  من عبث العابثين".

وقالت في تغريدة عبر حسابها على "تويتر"، تعليقا على لقاء افتراضي بين وزارتي التربية والتعليم الإماراتية والإسرائيلية، لبحث التعاون والتبادل الطلابي والدراسات الأكاديمية المشتركة: "مناهجهم توصي بقتل العربي واغتصاب أرض العربي"، في إشارة لإسرائيل.

ويضيف البلوشي في قراءته، أن "البعض عبر عن تعاطفه ولكن "بحذر"، إما لأنه ممتعض من بداءة بعض الفلسطينيين، أو لأنه يشعر أن القضية لم تعد تتفق مع هويته الوطنية، والتي يرى أنها تنتهي عند حدود الدولة، بلا تعاطف أو انتماء لما هو خارج الحدود".

ويضيف البلوشي بالقول: "هناك البعض ممن يصلح عليهم القول إسرائيليين أكثر عن الإسرائيليين أنفسهمّ.. وظهرت من بعضهم ألوان فاقعة من الخسة وانعدام المرؤة وانقلاب المفاهيم من خلال محاولة إلغاء إنسانية الفلسطينيين، والغريب أن هؤلاء أكثر الناس حديثاً عن الإنسانية أياً كان معناها في عقولهم!

والجمعة الماضية، زعم سفير "العار والخيانة"، أن اتفاق التطبيع بين أبوظبي وكيان الاحتلال استطاع تغيير التاريخ، وصنع مرحلة مختلفة في المنطقة عنوانها التقدم والتعاون.

وذكر آل خاجة في تصريح لصحيفة إسرائيلية، أنه أمضى شهر إقامته الأول في "إسرائيل" بين اللقاءات الرسمية وبسطات بيع الفلافل، قائلا "للإسرائيليين": إنكم تمنحون الشخص شعورا كأنه في منزله".

واختتم البلوشي تحليله النهائي، بأنها "تجربة إماراتية، أولى في بناء وإدارة علاقة مع دولة، وصفت في أدبيات النظام الدولي بأنها "منبوذة"، مؤكداً أن "النتائج مختبطة أو من المبكر الحكم عليها ونتيجة الامتحان ستظهر مستقبلاً".

وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، في 13 أبريل الماضي، اعتداءات تقوم بها قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح" والمسجد الأقصى ومحيطه، وانتقل إلى قطاع غزة.

ومنذ الإثنين، استشهد 26 فلسطينيا وأصيب قرابة 850 بجراح، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وفق وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينيتين.