أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

أمام سجل الزوار

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 18-04-2017


وأنا أسجل كلمتي المتواضعة في سجل الزوار لمكتبة وزارة الخارجية والتعاون الدولي، تذكرت تلك الوقائع التي مرت بي منذ سنوات في مدن متفرقة وبعيدة، فأيقنت أن وحده شغف الإنسان الأزلي والدائم بالكتابة والقراءة، واحتفاءه بذاكرته، وبكتابة تاريخه وترك بصمته في الحيز الذي يعبره أينما كان، وحده القاسم المشترك بين الحضارات وبين الحكايات وبين المدن !

كنت قد دعيت لإلقاء محاضرة في وزارة الخارجية حول القراءة، فاخترت أن يكون عنوانها ( كيف تغيرنا القراءة؟ وكيف نجعلها أسلوب حياة ؟) ولما كان الحضور شباباً في عمر البهاء فقد تألق الحديث معهم لأنهم، باحتفائهم وقبولهم ومشاركتهم في مسارات الحديث، منحوا الحديث والوقت حيوية ومنحوني ثقة لم أفقدها يوماً في الشباب، وفي الرهان المستقبلي عليهم، ولقد دار بنا الحديث وتعددت مساراته وطرقه، لنصل في النهاية إلى أن القراءة ضرورة وليست أداة لقتل الفراغ ولا سكيناً لتقطيع أوصال الوقت، وأن هناك أناساً غيرتهم القراءة فعلاً وصنعت مستقبلهم!

توقفت عند شعراء وكتاب وزملاء وكتب وسنوات مضت، لكنها تركت بصمات لا يمكن محوها، وحين وقفت عند سجل الزوار ذهبت ذاكرتي إلى تلك المدينة الصغيرة التي قذفتها الجغرافيا على حواف جبال كروشنا في التشيك، بينما منحتها الطبيعة كنزاً من منابع المياه الاستشفائية، في تلك المدينة وقعت عيناي على سجل قديم متهالك سجل فيه زوار المصح كلمات ورسومات جميلة، ولأن كل الكتابات سجلت بالألمانية فلم أتمكن من فهم شيء منها، لكنني قرأت تواريخ يعود بعضها لسنوات 1899، ما جعلني أسافر في الزمن كمن يبحث عن هؤلاء الذين مروا من هنا يوماً بكامل ألقهم، بدوري سجلت كلمة فيه وأنا في كامل بهجتي بكل ما يحيط بي من مفاتن الطبيعة !

سجل الزوار وجدته ذات صيف بعيد أيضاً في نزل صغير أعلى جبال الألب وأنا أقطع الطريق الجبلية من النمسا إلى إيطاليا، لم يكن هناك فندق آخر، بدا مكاناً تائهاً وسط الطبيعة النضرة، دخلت، طلبت فنجان قهوة، وجلست، فإذا بالسجل يلوح أمامي، قمت إليه، قلبته، لم أفهم كلمة منه، كان بالألمانية أيضاً، صممت أن أكتب كلمتي وبالعربية، لا أتذكر الآن ما كتبت، لكن شخصاً ما سيمر بذاك المكان يوماً، وسيقرأ ما كتبت وسيكون عربياً بالتأكيد!

في سجل وزارة الخارجية قلت إن هؤلاء الشباب الذين التقيتهم أكدوا لي يقيني بأن الفكرة لا تنمحي ولا تتضاءل حين نتشاركها معاً، نحن الذين نعيش في مجتمع يؤمن بالتنوع والتسامح والانفتاح!