أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

نهاية عالم القطب الواحد

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 13-10-2015

في عام 1962 وصلت الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو إلى ذروتها بعد المحاولة الأميركية الفاشلة لاحتلال كوبا المعروفة باسم اقتحام خليج الخنازير، المحاولة كانت تهدف إلى الإطاحة بحكومة كاسترو الشيوعية وإحلال نظام موال لواشنطن مكانها، يضاف إلى ذلك نظام الصواريخ الأميركي الذي وضع في إيطاليا وتركيا ليستهدف الاتحاد السوفييتي، كل ذلك دفع موسكو إلى الموافقة على الطلب الكوبي بوضع منظومة دفاع من الصواريخ البالستية على الأراضي الكوبية، وفور اكتشاف واشنطن لذلك بدأت أزمة استمرت لأسبوعين يصفها الكثير من المحللون بأنها أقرب ما وصل إليه العالم إلى حرب نووية شاملة، بعد حصار أميركي لكوبا وتهديد سوفييتي بالتدخل بدأت المفاوضات بين الطرفين وانتهت في اليوم الثالث عشر من الأزمة إلى اتفاق بين كينيدي وخروتشوف تلتزم فيه الولايات المتحدة علنا بالتعهد بعدم الاعتداء على كوبا ثانية، وسرا بإزالة منظومتها الصاروخية في إيطاليا وتركيا، ويقوم الاتحاد السوفيتي بدوره بتفكيك منظومة الصواريخ البالستية في كوبا، انتهت الأزمة وتأسس على إثرها الخط الساخن بين واشنطن وموسكو والذي ساهم إلى حد كبير في خفض درجة التوتر بين البلدين خلال السنوات التالية.
لم يتواجه الطرفان مرة أخرى بشكل مباشر كهذا، ثم جاءت حرب أفغانستان التي أنهكت الجيش السوفييتي لتليها إصلاحات جورباتشوف والانهيار السريع للاتحاد السوفييتي، اليوم ها هي روسيا تعود إلى مشاكسة الغرب والتمدد الاستراتيجي في أوروبا والشرق الأوسط، والأميركيون اليوم في حالة ضعف غير مسبوقة نتيجة الأزمة المالية والمغامرات العسكرية الخارجية أخيرا، ولم تساهم إدارة أوباما المترددة للأزمة السورية والأوكرانية في تحجيم الطموحات الروسية التوسعية، وكان دخول روسيا معترك الأزمة السورية بشكل مباشر خلال الأيام الماضية مؤشرا إلى اتفاق شبيه بذلك الذي تلا أزمة الصواريخ الكوبية، حيث أعلنت واشنطن أنها وافقت ضمنيا على «مشاركة» روسية في الحرب المفترضة على داعش مما وفر غطاء للأخيرة لتدخل وتدك معاقل الثوار في سوريا، تلا ذلك سحب هادئ للولايات المتحدة لآخر حاملة طائرات لديها في الخليج العربي، بالإضافة إلى الإعلان عن سحب صواريخ باتريوت من قواعدها في تركيا بغرض «تحديثها» في الجهة المقابلة أعلنت موسكو عن سحب تدريجي لدعمها العسكري للانفصاليين في أوكرانيا، خلال أيام تغيرت وتيرة التصريحات الأميركية من غض الطرف عن التدخل الروسي في سوريا إلى اعتراضات متصاعدة في لهجتها وتهديد ضمني بدعم الثوار بما يمكنهم من مواجهة القصف الروسي، وذلك على ما يبدو في إثر عدم التزام لكرملين ببنود الاتفاق غير المعلن مع الغرب حول سوريا وأوكرانيا.
لا نعرف حتى الآن على ماذا اتفق الطرفان، ولكن مما لا شك فيه أن ردة الفعل الأميركية المتوترة والمتقبلة تدل على أن الروس غيروا قواعد اللعبة، يكتفي الروس اليوم بالتعهد بما يريده الغرب ثم يشاهدون أوروبا والولايات المتحدة تنفذ ما التزمت به ويماطلون هم في التنفيذ، تماما كما فعل الإيرانيون في الاتفاق النووي وكما فعل الروس أنفسهم في أوكرانيا، الروس اليوم يمارسون سياسة الأمر الواقع، يفرضونها أولا ثم يساومون على الواقع الجديد الذي شكلوه، ويراهن الروس بشكل رئيسي على الشلل النصفي المصابة به في واشنطن والذي جعل الساسة الأميركيين مكبلين تجاه التمرد الروسي على حالة القطب الواحد.
كما قلنا الأسبوع الماضي: الحلم الأميركي حاليا هو أن تغرق روسيا في المستنقع السوري، ولكن الروس على ما يبدو تعلموا من درس أفغانستان، فأعلن بوتن أن الحملة العسكرية ستكون جوية فقط، ويبالغ هو وفريقه في تحدي واشنطن على أمل أن يستدرجها في معارك جانبية تنشئ حالة من الاستنزاف المتوازن بين الطرفين، واشنطن من الناحية الأخرى تحاول حتى آخر لحظة الابتعاد عن الدخول في حرب جديدة وخاصة مع روسيا، ولكن الأحداث ربما تدفع بالولايات المتحدة إلى مواقف كثيرة كانت تحجم عنها منذ وصل أوباما وفريقه إلى البيت الأبيض: الدخول في حرب، تسليح المعارضة، قصف المفاعلات النووية الإيرانية، كل ذلك سيكون على الطاولة في لحظة الانكسار التي يصبح معها التحرش الروسي غير قابل للسكوت عنه، ما تطمح له موسكو هو أن تحقق أعلى قدر من المكاسب قبل الوصول إلى تلك النقطة التي يعلم بوتن أنه ليس من مصلحة روسيا الصاعدة تجاوزها.
العالم اليوم في حالة ليست بعيدة عن حالة الصواريخ الكوبية، نحن أما قطبين يتحسس كل منهما أسلحته ليصوبها نحو الآخر، ما زال هناك فرصة كبيرة لئلا يتفاقم الأمر وأن يعود كل طرف بمكاسبه إلى وضعه السابق، ولكن ما لا جدال فيه هو أن ما كنا نسميه النظام العالمي الجديد الناتج عن سقوط الاتحاد السوفييتي تم خلال الأيام الماضية إدراجه في كتب التاريخ، العالم اليوم أمام نظام عالمي جديد، وستبدي لنا الأيام القادمة كم قطبا ستدور حوله عجلة هذا النظام.