أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

نحو تصحيح خلل الأولويات عربياً

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 27-12-2017


لم يكن بوسعنا وكل الحريصين على الخروج من هذا النزيف في المنطقة على كل صعيد، غير الترحيب بذلك اللقاء الذي عُقد في الرياض بين قائد التجمع الوطني للإصلاح في اليمن، وبين ولي عهد السعودية وولي عهد أبوظبي، ذلك أن لقاءً كهذا مع طرف تم تصنيفه في مربعات الإرهاب، وإن على نحو غير مباشر عبر تصنيف التيار الذي ينتمي إليه (الإخوان)، وتمت ملاحقته على كل صعيد، يُعد مؤشراً على إعادة ترتيب الأولويات. ولو توفرت بعده مؤشرات أخرى، لقلنا إن الوضع العربي يمضي في اتجاه التعافي النسبي؛ إن كان على صعيد مواجهة الغطرسة الصهيونية أم كان على صعيد العدوان الإيراني.
من المؤكد أن النجاح الأكبر الذي حققته إيران في اليمن هو تحويله إلى محطة استنزاف للسعودية، وإن كان ذلك على حساب دماء اليمنيين، وقبل ذلك في سياق من دعس الشعارات الإيرانية التقليدية في نصرة المظلومين، ذلك أنها بدعم الحوثيين سرقت ثورة شعب رائعة، من دون أدنى مبرر، فلا مراقد هنا يجري الحديث عن الدفاع عنها، ولا مقاومة ولا ممانعة، ودعك من التحالف مع طاغية ثار الشعب ضده، قبل أن يجري الانقلاب عليه وقتله لاحقاً.
اليوم، لا تتأكد حالة اليمن كنزيف يثير مشاعر كل من يحمل حسّاً إنسانياً، بل كنزيف مالي للسعودية أيضاً، فيما يتحوّل الآن نزيفاً سياسياً، في ظل حملة دولية ضد نشاط التحالف هناك، وهي الحملة التي صارت أقرب إلى مجاملة الحوثيين، فضلاً عن استخدام الأميركيين للملف من أجل الابتزاز بين حين وآخر.
من هنا تأتي أهمية اللقاء مع زعيم «الإصلاح»، إذ لولا خلل الأولويات الذي جعل ما يسمى «الإسلام السياسي» هو الأولوية الكبرى، لكان بالإمكان حسم المعركة عسكرياً أو سياسياً، لكن معاداة القوى الثلاث في الشمال معاً (المؤتمر والإصلاح والحوثي)، لم يكن ليسفر عن حسم للمعركة، مع العلم أن أياً منهما لا يمكنه حكم اليمن منفرداً، وخامنئي يدرك أن اليمن لن يخضع للحوثيين ولو امتدت الحرب عشرة أعوام أخرى، لكنه يضحّي بدماء الشعب اليمني، بل ودماء الحوثيين من أجل حربه مع السعودية.
لا يتوقف خلل الأولويات عند اليمن، بل يتجاوزه إلى ملفات كثيرة أخرى، ذلك أن فتح معركة مع قطر التي كانت الأكثر التحاماً مع السعودية في التصدي لعدوان إيران، كان تعبيراً عن خلل آخر، ومن ذات اللون في واقع الحال، أي جعل ما يسمى الإسلام السياسي، ورغم ضعفه بعد الربيع العربي هو الأولوية. واليوم يجري وضع تركيا في خانة العداء أيضاً، بوضعها في ذات المربع رغم أن التعاون معها ضد إيران سيسفر عن تراجع الأخيرة وقبولها بتسوية متوازنة.
لا شك أن غياب الدور المصري عامل مهم، ولهذا منطقه التقليدي بطبيعة الحال، إذ يرفض العمل تحت إمرة أحد، وأيا ما كان الذي يحكم في القاهرة، فهو لا يقبل بغير الصدارة، ولا يمكنه أن يقبل بأن يكون عنوان الزعامة العربية لأي طرف آخر.
هناك بطبيعة الحال خلل في الأولويات يتعلق بفتح جبهات داخلية مع رموز لم يعملوا في سلك المعارضة، ولم يتجاوزوا على الدولة والنظام، وذلك بدل حشد الجبهة الداخلية وراء معارك كبرى.
كل ذلك يؤدي بطبيعة الحال إلى مجاملة قوى كبرى، مثل الولايات المتحدة، فحين يخوض طرف أكثر من معركة في الآن نفسه، فمن الطبيعي أن يلجأ إلى قوة كبرى، لكن المصيبة أن هذه القوة الكبرى تريد توريطه في مسارات تمسّ قضية الأمة المركزية (فلسطين)، في ذات الوقت الذي لن تساعده في مواجهة العدوان الإيراني، لأن استمرار الحرب هو الذي يصب في مصلحتها.
خلاصة القول هي أن النصيحة المخلصة كانت وستبقى أن على المعنيين أن يرتبوا أولوياتهم من جديد، داخلياً وخارجياً، وإذا فعلوا فسيتمكنون من تجاوز المرحلة بأقل الخسائر، من دون أن يعني ذلك أن التحديات ستنتهي، لكن المصالحات الداخلية كفيلة بمنح ما يكفي من القوة لتجاوزها.;