أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

الطريق الوحيد غير موجود!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-07-2018

هذه العبارة لها بريق خاص، إنها حقيقية وحكيمة بقدر ما يرى فيها الكثيرون نزعة للغرور الذي عرف به صاحب المقولة! مع ذلك فالفيلسوف الألماني فردريك نيتشه يؤكد «لك طريقك، ولي طريقي، أما الطريق الصحيح؛ الطريق الوحيد، فهو غير موجود». نيتشه الباحث والمفكر الحانق على بلده الذي لم يحتفِ به كما بقية دول أوروبا، حين لم تجد أفكاره الطريق سالكاً إلى عقول الألمان وتحديداً، أولئك المنتمين للهيئات العلمية والبحثية، لقد اعتبروه إنساناً عنصرياً يؤلّه القوة ويدعو ويتخذ موقفاً من المرأة، ومن إشاعة حق القراءة، ويفضّل سيطرة الرجل القوي المحارب صاحب الكلمة الوحيدة في تحديد معايير الأخلاق الفضلى!

على غلاف كتابه الشهير «هكذا تكلم زرادشت»، عنوان آخر يستوقف أي قارئ وهو «كتاب للجميع ولا لأحد»، لأن نيتشه لا يبحث عن أي قارئ! فهو شديد الحساسية تجاه القراء، إنه يبحث عن طائفة بعينها من القراء: مفكرين وأحراراً! فالقراء كأي طريق ليست سهلة، ولا يجب أن تكون متاحة للجميع! إنها عمل شاق بحاجة للقوة والصبر والمثابرة، لا للكسل، والحقيقة أن زرادشت عندما قال إنني أبغض كل قارئ كسول، كان محقاً!

حين كتب نيتشه «هكذا تكلم زرادشت» عام 1885، لم يكن أمر نشر الكتاب يسيراً، كما أنه لم يجد الاستقبال الذي تمناه في الجامعات الألمانية التي واجهته بإهمال ورفض، لأنه كان يناقض الفلسفة والأفكار الشائعة في تلك الفترة، مع ذلك فقد مضى نيتشه في طريقه الذي آمن به.

اليوم يحقق الكتاب نسبة ترجمة عالية جداً في جميع دور النشر حول العالم، مع نسبة مبيعات مستمرة رغم مرور ما يقارب الـ 200 سنة على صدوره، حتى إنني كنت أقف مع ناشر الكتاب في معرض القاهرة ذات يوم، فجاء شاب يسأل عن هذا الكتاب تحديداً (فرد عليه الناشر، هل قرأت لنيتشه سابقاً؟ فأجاب الشاب، نيتشه مين؟ جئت أبحث عن «هكذا تكلم زرادشت» فهناك من تحدث عنه في «فيسبوك» وقد أغراني ذلك الحديث!

هذا الموقف قادني إلى نتيجتين: إن الشباب العربي لا يتوانى في القراءات المعمقة، أياً كان عمرها الزمني، ومستواها الفكري، فهناك شباب جامعيون يعتبرون صغاراً نسبياً على مقاربة أفكار فلسفية كثيفة، وكتب ذات مسارات فلسفية معقدة ككتب نيتشه، وفرانز كافكا، وألبير كامو، وإميل سيوران، وميشيل فوكو وغيرهم.. مع ذلك فبعض هؤلاء الشباب قد خصصوا قنوات على اليوتيوب لتقديم قراءات ومراجعات غاية في الجدية، وهم يؤثرون في متابعيهم من الشباب الصغار-وهذه هي النتيجة الثانية-. إن ذلك أفضل من ذهابهم في طرقات أخرى، وإن كانت الحياة طرقات وليست طريقاً أوحد أو وحيداً حسب كلام الفيلسوف، يبقى أن نؤمن نحن بأحقية الآخر في الاختيار، فهل نملك هذا الإيمان؟