أحدث الأخبار
  • 11:49 . وزير خارجية تركيا يزور أبوظبي لبحث ملفات دولية وإقليمية... المزيد
  • 10:03 . سفير السعودية السابق في أبوظبي يعترف بإدانته في قضية البورصة... المزيد
  • 08:36 . قطر تدعو لتحرك دولي يمنع ارتكاب إبادة جماعية في رفح... المزيد
  • 08:23 . رئيس الدولة يُعين مديري عموم في "جهاز أبوظبي للمحاسبة"... المزيد
  • 07:07 . "أدنوك" توقّع ثالث اتفاقية طويلة الأمد لتوريد الغاز من "الرويس"... المزيد
  • 04:40 . الإمارات تدين بشدة اقتحام وسيطرة قوات الاحتلال على معبر رفح... المزيد
  • 10:38 . الاحتلال يستهدف "المستشفى الميداني الإماراتي" وسط رفح وسقوط إصابات... المزيد
  • 10:33 . التربية: اجتياز اختبار الإنجليزي والرياضيات شرط معادلة شهادة الالتحاق بالجامعة... المزيد
  • 10:30 . الجيش الأميركي يعلن تصديه لثلاث مسيرات أطلقها الحوثيون من اليمن... المزيد
  • 10:29 . الشرطة الفرنسية تخلي جامعة السوربون المرموقة من متظاهرين متضامنين مع غزة... المزيد
  • 10:26 . "الأوراق المالية" تتيح الاستعلام عن الأرباح غير المستلمة... المزيد
  • 10:24 . "مجلس التعاون" يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف انتهاكات الاحتلال في غزة... المزيد
  • 10:23 . وزيرة بلجيكية تدعو أوروبا لوقف تصدير السلاح للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 10:20 . بروسيا دورتموند يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب باريس سان جيرمان... المزيد
  • 12:24 . بدعوى ارتكاب "جرائم حرب" في اليمن.. القضاء الفرنسي يرفض دعوى ضد مسؤولين إماراتيين وسعوديين... المزيد
  • 12:21 . أمير الكويت وأردوغان يبحثان العلاقات الثنائية وتطورات الوضع في غزة... المزيد

الذكاء الاصطناعي.. فرص وتهديدات

الكـاتب : سالم سالمين النعيمي
تاريخ الخبر: 24-10-2018

صحيفة الاتحاد - الذكاء الاصطناعي.. فرص وتهديدات

عندما تقوم آلات بأشياء تتطلب ذكاء بشرياً كالتعرف على الوجوه في الصور، أو قيادة السيارة، أو تخمين الكتب التي قد نفضّلها استناداً إلى ما كنا نستمتع بقراءته من قبل، أو عندما يقوم الرجل الآلي المبرمج بالعمل كبديل للإنسان في مصنع لصناعة السيارات، أو عندما تتم عملية جراحية باستخدام يد جراحية صناعية تدار عن بعد، كل هذه الممارسات وأكثر تقع ضمن إطار الذكاء الاصطناعي، وهي ظاهرة ليست بجديدة في حقيقة الأمر. وقد بدأت الأبحاث حول الذكاء الاصطناعي في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، وعلى مدار العقود الستة الماضية تم تطوير العديد من أساليب التعليم الآلي والخوارزميات، ويتمثّل النهج الرائد الآن في الذكاء الاصطناعي في التعليم الآلي، حيث يتم تدريب البرامج على انتقاء الأنماط من كميات كبيرة من البيانات والاستجابة لها.
وبفضل الذكاء الاصطناعي سنتمكن من تشخيص الإصابة بالسرطان أو أمراض العيون من خلال فحص آلي للمرضى، والمعرفة المبكرة لظروف مرضية مثل أمراض القلب والزهايمر أيضاً، كما وسيتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل كميات هائلة من المعلومات الجزيئية التي سننجح من خلالها في معرفة الأشخاص الأكثر عرضة لتعاطي المخدرات وغيرها من الممنوعات وحتماً سيقودنا الذكاء الاصطناعي إلى ثورة صحية وتعليمية وصناعية وعسكرية غير مسبوقة في تاريخ البشرية.
كما يمكن أن يساعدنا الذكاء الاصطناعي في إدارة الأنظمة شديدة التعقيد مثل شبكات الشحن العالمية على سبيل المثال، كأن يقوم النظام الموجود في قلب محطة الحاويات بإدارة حركة الآلاف من حاويات الشحن داخل الميناء وخارجه، أو التحكم في أسطول من ناقلات الركاب الأوتوماتيكية التي تعمل من دون سائق في منطقة خالية تماماً من البشر، فهي إذاً نقلة ستعود بمنافع ليس لها حصر على الإنسان، فأين هي المشكلة والتهديد؟
الخطر الحقيقي هو أننا مع الوقت سنضع الكثير من الثقة في الأنظمة الذكية، ولن نحصل دائماً على إجابات مثالية أو حلول تراعي الضمير الإنساني، وعندما يصبح نظام الذكاء الاصطناعي أكثر قوة وأكثر عمومية، قد يصبح أكثر ذكاءً ومتفوقاً على الأداء البشري في العديد من المجالات أو جميعها تقريباً، وستعطي الأنظمة الفائقة الذكاء لمالكها تفوّقا نوعياً وكمياً مما سيجعل الفوارق بين الأمم عظيمة جداً، وسوف تكون رصيداً اقتصادياً وعسكرياً لمالكها، وسباقاً تكنولوجياً ذكياً قد يستفيد منه المجرمون والأشخاص الذين يملكون طموحات غير مشروعة للسيطرة على موارد البشرية، وستصبح حيل الخداع التي يرسل فيها قراصنة الإنترنت والخارجون عن القانون رسائل بريد إلكتروني تحاكي أسلوب الكتابة لأي شخص ممكنة وتبدو حقيقية، واستخدام برامج التحدث أو الدردشة مع الأشخاص أيضاً، حيث يمكن للمتطفلين استهداف عدد أكبر من الأشخاص في الحال وابتزازهم مالياً دون الحاجة إلى الاتصال بهم شخصياً. وإذا كان الوضع سيئاً الآن، فاستعدّ للمستقبل مع إنشاء مقاطع صوتية وأشرطة فيديو واقعية للشخصيات السياسية والمشهورة، والتحدّث مثل النظراء الحقيقيين، وذلك كقيام باحثين في جامعة واشنطن الأميركية مؤخراً بإنتاج شريط فيديو للرئيس السابق باراك أوباما وهو يلقي خطاباً يبدو واقعياً بشكل لا يصدق، ولكنه كان مزيفاً في الواقع.
وفي تقرير نشرته جامعة كامبردج في فبراير من هذا العام، حذرّت مجموعة من الخبراء في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من إمكانيات أجهزة الكمبيوتر التي تستخدم تقنية الكلام في انتحال هوية الأهداف، أو تنفيذ «القرصنة فوق الصوتية» للطائرات أو السيارات الذكية، أو أنظمة الأسلحة مع تأثير مدمر،حيث يمكن لمجرمي الإنترنت استخدام معلومات الأفراد عبر الإنترنت، والتي يتم الحصول عليها من شبكات التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Twitter. ومع تراكم مخاوف «سيناريو الحرب الفائقة»، تحتاج كل دولة اليوم إلى إعادة تقييم آلياتها الدفاعية، وإعادة تفسير دفاعاتها الجيوستراتيجية بحيث تتلاءم مع الاستخدام الحديث للذكاء الاصطناعي. والخوف من أن الحسابات الخاطئة في الكمبيوتر يمكن أن تؤدي إلى الإبادة النووية إذا كانت الآلات تدرس التفكير وتتعلم مثل البشر وفجأة تخطط وتنفذّ. وفي حين أن المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي لا يمكن القضاء عليها كلية، إلا أنها قابلة للإدارة، وأفضل طريقة لتوفير ضمانات كافية هي تنظيم الذكاء الاصطناعي نفسه، ومن المؤكد أن التدابير مثل طلب تطوير بروتوكولات اختبار لتصميم خوارزميات الذكاء الاصطناعي ووضع معايير التحقق من المدخلات قد تكون مفيدة في هذا الصدد.