أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

«الدفتر الكبير».. سيرة الحرب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-12-2018

ذات يوم، ظهرت مجموعة من الأطفال المنتمين لمناطق كان يسيطر عليها تنظيم داعش في العراق وسوريا، وهم يحملون سكاكين وبنادق، يصوبونها تجاه رؤوس أسرى معصوبي الأعين، ضج العالم يومها، وتحدث الجميع عن استغلال الأطفال وتوظيفهم بطريقة لا إنسانية من قبل تجار الدين والحروب! وكأن للحرب وجهاً إنسانياً من الأساس!!

 هذه دعوة لنتلصص جماعياً على الدفتر الكبير، هذا الدفتر الذي سجلت فيه كاتبة مجرية، حكاية طفلين وسيرة حرب بشعة، ولنرَ ما فعلت تلك الحرب بهما؟!ليس من شيء يستطيع أن يجعلنا نفغر أفواهنا برعب، ونفتح أعيننا بهلع، ونحن نقرأ عن الحرب، وكأننا نشهدها فعلاً، إلا الأدب والروايات التي تأخذنا بقسوة لتلقينا على حافة مناطق الحروب ومعسكرات التعذيب وغارات الطائرات، وهي تلقي القنابل على رؤوس السكان في بيوتهم وحدائقهم، فيتشظون في أمكنتهم، ويدفنهم أبناؤهم في الحفرة نفسها التي أحدثتها القنبلة في الحديقة، ويهيلون عليهم التراب، ثم ينصرفون لتناول الغداء، هكذا، وبهذه القسوة المتجردة من أي مشاعر وانفعالات، تزج بنا الروائية المجرية (أغوتا كريستوف)، في خضم روايتها «الدفتر الكبير»! 

 بمهارة قاسية، تسجل الكاتبة يوميات حياة طفلين توأمين في السادسة من عمرهما، تودعهما والدتهما عند جدتهما المشعوذة البخيلة، لأنها أصبحت عاجزة عن إطعامهما وحمايتهما من ويلات الحرب، فيعيش الطفلان ظروف الحياة القاسية، في ظل الحرب، مع جدة بخيلة وبشعة، ويتقبلان كافة اشتراطاتها.إن الكاتبة لا تسمي أحداً من أبطال روايتها، ذلك أن دمار وتشويهات الحرب، يمكنها أن تطال الجميع حيثما وُجِدوا، وبالطريقة نفسها!

 لا تكتب «أغوتا» كثيراً عن القتلى والغارات والمقابر الجماعية ومعسكرات التعذيب، لكنها تكتب بطريقة ضربات سكين مؤلمة، كيف يتفتح وعي الصغيرين خلال الحرب، على انهيار أخلاق الأم والجدة والأب والجارة والضابط والجميع دون استثناء، إنها أخلاق الحرب، التي تدمر ما هو أهم من البيوت، لقد لوثت الحرب طفلي «أغوتا» في الرواية، وغيّرتهما، ومحت كل أثر للطفولة والبراءة فيهما، ودفعتهما لأسوأ ما يمكن تصوره! تفعل أغوتا كريستوف ذلك بلغة ساحرة، وبأسلوب سردي، قلّما تكتب به رواية تتحدث عن الحرب!

«الدفتر الكبير».. سيرة الحرب! - البيان