أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

الناس في الإمارات مختلفون حقاً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

«الناس هنا في الإمارات مختلفون ويفكرون بشكل استثنائي».. قالت الفتاة البريطانية موظفة البنك التي ذهبت لمقابلتها حين أصرت على ذلك، على فنجان قهوة، وفي مقهى بالكاد كان يستقبل أول زبائنه في الصباح الباكر جلسنا لنناقش أمورا لها علاقة بالقضايا المالية، قبل أن تبدأ في سرد حكايتها الخاصة.

هي بريطانية الجنسية والنشأة، عربية الأصل، قضت الخمس سنوات الأولى من طفولتها في بلدها الأم والخمس سنوات التالية في بلد عربي آخر قبل أن يقرر والدها الهجرة إلى بريطانيا لضمان مستقبل العائلة ولكي يحظى الأبناء بتعليم وخدمات ووظائف جيدة فيما بعد، فلا شيء كان يبدو له مضمونا وآمنا في الرقعة العربية آنذاك ، كان ذلك في منتصف السبعينيات تقريبا.

بعد ثلاثين عاما كان الأبناء قد تخرجوا من الجامعات وكبروا وبدأت معاناة البحث عن عمل أفضل ومستقبل مرموق، وكانت دبي تحديدا تلوح كضوء مبهر في سماء الجغرافيا العربية وكانت تتحول سريعا إلى حلم للجميع وتحديدا الشباب الممتلئ بحس التحدي ورغبات المحاولة والبحث عن أفق ومستقبل ووظائف جيدة تدر مرتبات عالية.

ولقد جاءت الابنة الكبرى الى الإمارات، واستقرت فيها وحصلت على الوظيفة والراتب الذي كانت تحلم به، وبالرغم من اختلاف البيئة والثقافة والبعد عن العائلة إلا أنها تصر اليوم على عدم العودة إلى بريطانيا بل تزيد فتقول لوالدها « لا أتصور بعد الآن أن أعيش في مكان غير الإمارات العربية المتحدة». تقول بأنها تعتقد أن هناك فارقا كبيرا في الثقافة وذهنية الناس وسلوك الحكومة ومبادراتها أو سياساتها بين الإمارات ودول عربية كثيرة، وهي كمواطنة بريطانية من أصول عربية تعتقد بأن الحريات الشخصية المكفولة قانونياً، وحقوق الإنسان ومبدأ الاستقلالية وجودة الخدمات ومستوى المعيشة العالي والأمان وانعدام الجريمة وتمتع المرأة بهامش حرية واسع قياسا بمجتمعات أخرى وامتلاكها فرصا مساوية للرجل في التعلم والترقي، هذا وغيره يجعل الإمارات المكان المفضل للحياة بدون مبالغة خاصة لفتاة لازالت تنتمي لثقافة وذهنية عربية رغم سنوات الحياة الطويلة في الغرب، حكت لي بشيء من الدهشة كيف أنها في أول سنة لها في دبي وكان الوقت عصرا وهي بالكاد قد أنهت دوامها الطويل، تتلهف للعودة سريعاً لشقتها لإعداد طعام الفطور فهذا أول رمضان تقضيه بعيداً عن عائلتها، لكن الزحام الشديد وبعد المسافة جعلاها تيأس من إمكانية إعداد شيء تبدأ به فطورها وإذا بامرأة تعبر بين السيارات توزع على سائقي السيارات المتوقفة عند الإشارة علباً تحتوي على وجبة إفطار كاملة - تقول لي بدهشة - تصوري كانت تمر بين السيارات توزع العلب مع فتاة أخرى وكأنها مسؤولة عن هؤلاء الصائمين الذين ربما فاتهم الإفطار في منازلهم، بسبب الزحام وظروف العمل -ثم أكملت - لو أنني في بريطانيا لعانيت الأمرين في المواصلات والطرقات دون أن يشعر بي أحد.

إن مجتمعا يفكر أهله في المحتاج والفقير والغريب والمنقطع عن أهله والمنكوب في آخر الدنيا والصائم الذي قد يصادف أن لا يكون في بيته والمجتمع إنساني بامتياز وفي أعلى درجات التحضر ويستحق أن يحظى بهذا الأمان والازدهار الذي يرفل فيه . فاللهم لك الشكر.