أكّد عبد الحكيم جليلي ، سفير جمهورية أفغانستان الإسلامية لدى الدوحة، أن المسؤولين بدولة قطر أكدوا استعدادهم لتقديم الدعم اللازم لاستئناف المفاوضات الأفغانية- الأفغانية، والحوار بين واشنطن وحركة طالبان لأجل تحقيق السلام في أفغانستان، مشدّداً على أن الدوحة وكابل تربطهما علاقات أخوية لن تنال منها أكاذيب بعض وسائل الإعلام، وأن دولة قطر تدعم الشعب الأفغاني من المنطلق الإسلامي الأخوي، وليست لها أجندات خاصة.
خلال مؤتمر صحافي، عقده بمقر سفارته بالدوحة، بمناسبة الاحتفال بمئوية استقلال أفغانستان، الذي يصادف اليوم الأحد، قال جليلي: «إن العلاقات بين البلدين تاريخية وميزة»، مستهجناً «ما نشرته قناة العربية من أخبار غير صادقة ومفبركة، نسبتها إلى المتحدث الرئاسي في أفغانستان، والذي نفى تلك الأكاذيب والإشاعات، ومن هنا أدعو وسائل الإعلام إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة، في ظل الظروف الصعبة، ونقول لها يكفينا تشرذماً وتشدداً».

وشدّد قائلاً: «إن تلك الأكاذيب لن تؤثر على علاقاتنا مع الشعب والدولة القطرية، ونقول لهؤلاء أياً كانت أهدافكم، فليس من مصلحة أحد المساس بوحدة الأمة، في وقت نحتاج فيه إلى توحيد الصفوف، ونبذ أسباب التفرقة والتشتّت».

الدعم القطري لكابل يرجع إلى الثمانينيات
وعن الدعم القطري لأفغانستان، قال : «في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كنا نقاوم ضد الغزو السوفييتي، وهاجرنا بأعداد كبيرة، كانت قطر من الدول الشقيقة التي قدمت دعماً سخياً في التعليم والإغاثة، وهو دعم مستمر في مساعدات إنسانية للهلال الأحمر، والتعليم، ومجال حفر الآبار، وبناء مؤسسات، واستثمارات قطرية مثل سعادة الشيخ علي عبد الله آل ثاني الذي لديه مشروع لبناء 700 وحدة سكنية مجاناً لذوي الدخل المحدود، ومؤسسة الغرافة التي تقوم بفعاليات في ولاية فرا، حيث توجد محمية قطرية كبيرة في مجال الزراعة والبيئة، وتربية الطيور. وأعلن مستثمرون قطريون نيتهم التوجه إلى أفغانستان لبحث فرص الاستثمار في مجالات عدة، رغم أن الحرب أخرتنا كثيراً؛ لأن موقع أفغانستان استراتيجي جداً، وقريب من دول الخليج، وهناك تشابه ثقافي وديني».

وأضاف: «قطر قدمت لنا منحاً كثيرة للتعليم، ونحن نطمح لمزيد من المنح في مجال التعليم، مثل التي حصلت عليها لمتابعة دراستي في جامعة قطر. كما أن طالبة في مؤسسة قطر للتربية والعلوم استفادت من منحة، بدعم من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التي أطمح للقائها لشرح الوضع التعليمي في أفغانستان لدعم التعليم هناك».

ونوّه بأن «هناك 5 آلاف أفغاني مقيمون في قطر، يحظون بالاحترام وسمعتهم طيبة جداً. ومهمتي الثانية أن أشرح للمسؤولين القطريين وأطلب منهم تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة؛ لأن لدينا كفاءات في الهندسة ومهارات مختلفة يمكن أن تساهم في نهضة قطر».

الدوحة سخّرت كل الوسائل لنجاح المفاوضات
وعن استضافة قطر المفاوضات بين «طالبان» والولايات المتحدة، وحرص قطر على السلام، قال السفير: «نحن ممتنون لدولة قطر التي استضافت مفاوضات السلام الأفغاني، والمفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان من خلال مكتبها السياسي المتواجد في قطر منذ 2013، ونشكر قطر على استضافة المكتب، وتمكين «طالبان» من الجلوس والتفكير في حل سياسي».