بينما ينشغل المجتمع الدولي والحقوقي بالحديث عن الجرائم التي تحدث في إدلب السورية من قِبل النظام السوري، ينبري كُتاب سعوديون وإماراتيون في مهاجمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبلاده والإساءة إليها، وتجاهل تلك الجرائم التي هزت العالم.
وشنَّ كُتاب ونشطاء سعوديون حملة ضد تركيا، بعدما تعهدت بالتدخل لحماية المدنيين، بسبب القصف العشوائي والهجمات التي تشنها قوات النظام السوري، والتي تسببت في نزوح مئات الآلاف من المواطنين ومقتل وإصابة مئات من المدنيين.
وفي تعليق على تغريدة للرئيس الأمريكي، في صفحته بـ"تويتر"، قال فيها إنه يؤيد ما تقوم به تركيا من خطوات في إدلب، قالت الكاتبة الإماراتية نورا المطيري: "نحن ككُتاب عرب قرأنا تصريحاتك بخصوص دعم أردوغان في حربه على إدلب، وكأنه دعم مباشر للجماعات الإرهابية كداعش والنصرة وهيئة تحرير الشام وغيرها، لا أعتقد أنك تريد ذلك الانطباع!".
المطيري خصصت خلال الفترة الماضية، كتاباتها لمهاجمة الرئيس التركي ومن تطلق عليهم "الجماعات المسلحة"، في إشارة إلى الجيش الوطني السوري، كما وصفت المدنيين في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري بـ"الإرهابيين" وأباحت قتلهم.
وبينما تضع في تعريفها الشخصي بـ"ويكيبيديا" وبعدة صفحات في مواقع إلكترونية، أنها مهتمة بقضايا الحيوان، تتجاهل المطيري إدانة الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد والقوات الروسية ضد المدنيين، ولم تتحدث قط عن تلك الجرائم التي ترتكب يومياً.
الإماراتية وإحدى حريم #عكاظ @Noura_Almoteari تعتقد أنها (هي وشُوشتها) ستؤثر في #ترمب، فتحرّضه على الوقوف ضد جهود #تركيا لإنقاذ #إدلب.
البائسة التي تبدو رفيقة جداً بسفّاح الشام، مهتمة جداً بالرفق بالحيوانات! pic.twitter.com/KZGxAaeMhl
— أحمد بن راشد بن سعيّد (@LoveLiberty) February 22, 2020
كما نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية مقالاً للكاتب جميل الذيابي، بعنوان "انهيار الأردوغانية"، يقول فيه: "إن هيمنة أردوغان على المشهد التركي جعلت الانتماء إلى أوروبا أبعد ما يكون، بسبب أيديولوجية الإسلام السياسي التي يعتقدها أردوغان، وبسبب رغبته العارمة في إعادة الهيمنة على المنطقة التي خضعت ذات يوم لسلطات الباب العالي".
وزعم الذيابي أن "الرئيس التركي خسر جميع الفرص التي أُتيحت له ليكون مؤثراً في نزاعات المنطقة"، موضحاً أن "الفرصة لاحت في سوريا فخسرها، لتقفز إيران بدلاً منه، ولاحت في الأزمة الخليجية، فاختار الانحياز واستفزاز الشعوب الخليجية بنشر جنوده في شوارع الدوحة".
ولجأت أنظمة بعض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية ومحورها المكوَّن أيضاً من الإمارات ومصر، إلى تنظيم مهمّة تشويه صورة تركيا وأردوغان الإيجابية، في العامين الأخيرين، أمام الرأي العام العالمي والعربي، خصوصاً منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول التركية، في أكتوبر 2018.