قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للقاء روسيا لإجراء محادثات بشأن معاهدة نووية رغم اتهام موسكو لواشنطن بـ"انتهاج سلوك سام مناهض" لها استندت إليه للانسحاب من المفاوضات قبل أيام.
وكانت روسيا قد انسحبت من محادثات معاهدة ستارت النووية الجديدة مع المسؤولين الأميركيين في القاهرة هذا الأسبوع.
وباعتبارها آخر اتفاقية قائمة من نوعها بين أكبر قوتين نوويتين في العالم بشأن الأسلحة، فإن معاهدة ستارت الجديدة تحد من عدد الرؤوس الحربية النووية التي يمكن لكل جانب نشرها، كما أن لها أهمية رمزية وعملية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحفيين في إفادة صحفية أمس الجمعة "نظل على استعداد للقاء روسيا بشأن معاهدة ستارت الجديدة.. نحن ملتزمون بستارت الجديدة".
وكان من المقرر أن يجتمع مسؤولون من البلدين في مصر في 29 نوفمبر الماضي لمناقشة القضايا المتعلقة بالمعاهدة، ومن بينها إمكانية استئناف تفتيش الترسانات النووية لكل من البلدين، وهي عملية تم تعليقها بسبب جائحة كوفيد-19.
وقال برايس أمس إن جميع الموضوعات التي طرحتها روسيا كانت على جدول أعمال الاجتماع، مضيفا أن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل إزاء "القرار الأحادي الجانب الذي اتخذته روسيا خلال الأشهر العديدة الماضية".
وأضاف "نحن ملتزمون بنيو ستارت قولا وفعلا ونحض روسيا لإثبات نفس الشيء".
الموقف الروسي
وحمّلت وزارة الخارجية الروسية مسؤولية تأجيل المحادثات لـ"عدائية" الولايات المتحدة ولم تحدد موعدا جديدا للاجتماع.
واتهمت وزارة الخارجية الروسية واشنطن بمحاولة تغيير ميزان القوى بموجب المعاهدة بطريقة "غير شرعية تماما" من خلال تعديل الأسلحة أو إعادة تسميتها لإخراجها من نطاق المعاهدة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق إن روسيا تواصل اعتبار معاهدة ستارت الجديدة أداة مهمة لضمان القدرة على التنبؤ وتجنب سباق التسلح، مضيفة أنها تأمل في أن يلتقي الجانبان بشأن هذه القضايا في عام 2023.
وتنحي روسيا باللائمة في الانسحاب من المحادثات النووية على ما تصفه بالسلوك الأميركي "السام".
وتدهورت العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة إلى أكثر نقاط المواجهة بينهما خلال 60 عاما منذ بدء روسيا حربها في أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي التي أدت إلى سلسلة من العقوبات الأميركية على موسكو وتقديم واشنطن مساعدات اقتصادية وعسكرية بعشرات المليارات من الدولارات إلى كييف.
وأُبرمت معاهدة "نيو ستارت" عام 2010 عندما كانت العلاقات أكثر دفئا، وقيّدت روسيا والولايات المتحدة بحد أقصى من 1550 رأسا حربيا نوويا إستراتيجيا لكل منهما، وهو تخفيض بنسبة 30% تقريبا عن الحد السابق الذي وُضع عام 2002.
وأعلنت روسيا في أغسطس الماضي أنها ستعلّق عمليات التفتيش الأميركية في مواقعها العسكرية بموجب المعاهدة، قائلة إن ذلك جاء ردا على عرقلة الولايات المتحدة لعمليات التفتيش الروسية.