كشفت دراسة حول نظام العمل الأسبوعي الجديد بالشارقة، عن زيادة كبيرة في إنتاجية الموظفين وصلت إلى نسبة 88% في جميع الجهات الحكومية بالإمارة.
واطلع المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة في اجتماعه الذي عقد يوم أمس الثلاثاء برئاسة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي، على دراسة التقييم التي أجريت وفق عدد من المحاور الرئيسة، وعلى قطاعات متعددة، وشملت قياس التجربة من المستوى القيادي كرؤساء ومديري الجهات الحكومية، ومن موظفي حكومة الشارقة، ومن متعاملي الجهات الحكومية.
وتهدف الدراسة لقياس أثر النظام الأسبوعي الجديد على العمل الحكومي وانعكاساته على الحياة الاجتماعية والأسرية والتعليمية وجودة تقديم الخدمات واستمراريتها، والعمل على تعزيز النقاط الإيجابية، ووضع الحلول للتحديات.
وتضمنت أبرز النتائج من جانب المستوى القيادي للجهات المشاركة في الدراسة زيادة إنتاجية الموظفين في 88 % من الجهات، و81 % زيادة التواصل الإيجابي بين الموظفين، و61 % زيادة في معدل تقديم الخدمات الإلكترونية الحكومية في غير ساعات العمل الرسمي، و74 % ارتفاع نسبة الالتزام بالحضور، و76 % ارتفاع عنصر الابتكار والإبداع، و46 % انخفاض معدل الإجازات المرضية.
وبشأن الموظفين توصلت الدراسة إلى وجود نسبة 90 % ارتفاعاً في معدل الرضا الوظيفي، و90 % تحسناً في الأداء الوظيفي، و91 % الشعور بالسعادة بشكل عام بعد تطبيق النظام الجديد، و87 % تأثيراً إيجابياً على الصحة النفسية، و84 % يحقق النظام التوازن بين الحياة العملية والأسرية، و96 % زيادة في الاستمتاع بالعطلة الأسبوعية، و70 % زيادة نسبة المشاركة في المناسبات الاجتماعية، و62 % زيادة الفرصة في ممارسة الرياضة والهوايات الخاصة، و74 % زيادة الشعور بملاءمة بيئة العمل لساعات العمل الجديدة، و59 % زيادة فرص التفرغ لمتابعة المشاريع التجارية الخاصة، و52 % زيادة في فرص استكمال التعليم.
وعن مستوى متعاملي الجهات الحكومية، أوضحت الدراسة شعور المتعاملين بمعدل رضا عالٍ عن جودة الخدمات وأداء الموظفين بشكل عام بنسبة 94 %، ورضا المتعاملين عن تعاون الموظفين في تلبية احتياجاتهم بنسبة 93 %، وعدم تأثر حصول المتعاملين على الخدمات بنسبة 86 %، وشعور المتعاملين بالرضا عن سرعة الاستجابة والحصول على الخدمات بنسبة 85 %.
وكان الخبير في أداء برنامج قيادات مجلس الوزراء، الدكتور سالم السالم، قد وجه رسالة إلي الهيئة الاتحادية للموارد البشرية وجميع المسؤولين في الدولة والحكومات المحلية، بضرورة تناغم تطبيق الممارسات العالمية بما يتناغم مع رؤية الوطن والهوية الوطنية ولا يتصادم مع معتقداته وأسس الوطن.
وقال السالم، في تسجيل مصور على مواقع التواصل سبق إعداد الدراسة التي ناقشها المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة الثلاثاء إنه "لا يمكن أن نأتي بممارسات عالمية بمعزل عن توجهات الوطن والمواطنين".
وأكد السالم على أهمية التمسك بقداسة يوم الجمعة، وعدم المساس فيه، باعتباره يوماً محروقاً على حد تعبيره، مشيراً إلى تراجع إنتاجية العمل بشكل صادم خلال العمل يوم الجمعة، كون العمل فيه مؤذي للأسرة والعافية المؤسسية، معرباً عن أمله في إعادة دراسة العمل أربعة أيام ونصف ويومين ونصف إجازة.
وفي تسجيل لاحق، كشف السالم عن مؤشر متوسط كلفة الحافلة المدرسية في الدولة خلال يوم الجمعة، والتي تصل بالمتوسط إلى 245 مليون درهم سنوياً تتكفلها الدولة خلال العمل في هذا اليوم لحافلات المدارس، كما كشف عن كلفة مصفوفة المخالفات والحوادث للطرق الداخلية والخارجية ليوم الجمعة، وبالتحديد خلال الصلاة وحتى العصر والتي تظهر مضاعفات الحوادث في يوم الجمعة عن غيره من أيام العمل الأخرى.
وكانت إمارة الشارقة قد أعلنت بداية العام المنصرم، بقيادة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، رفضها المساس بيوم الجمعة، وقررت حكومة الإمارة عبر المجلس التنفيذي، الإبقاء على الجمعة عطلة رسمية وتقليص أسبوع العمل إلى 4 أيام، عكس الاجراء الذي اتخذته أبوظبي ودبي بإلغاء إجازة الجمعة واستبدالها بيوم السبت والأحد، في خطوة لاقت الكثير من الردود الرافضة لهذا النظام، باعتباره محاولة جديدة لتغيير هوية المجتمع ليتماشى مع عادات وتقاليد الغرب.