هددت الولايات المتحدة الأمريكية دولتي الإمارات وتركيا بفرض عقوبات على المتورطين في تسهيل تهرب الأشخاص والكيانات الروس من العقوبات، وفق ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها أمس السبت، أن الإمارات تعرضت لضغوط من المسؤولين الأمريكيين في الماضي بسبب دورها كمركز للتهرب من العقوبات على إيران، جارتها عبر الخليج العربي وشريكها التجاري التاريخي.
ومنذ أن بدأت الحرب في أوكرانيا، أصبحت الإمارات أيضًا وجهة رئيسية للروس، بما في ذلك زوار الطبقة المتوسطة وكذلك القلة الأثرياء الذين أوقفوا يخوتهم في مراسيها، وانتقلوا إلى الأبراج الشاهقة، مما أدى إلى طفرة في العقارات الفاخرة.
وقالت الصحيفة إنه في الأسبوع الماضي ضغط بريان نيلسون، كبير مسؤولي العقوبات في وزارة الخزانة، في القضية على المسؤولين في الإمارات وتركيا، مشيراً إلى المعاملات التي اشتبهت الولايات المتحدة في أنها يمكن أن تساعد روسيا في التهرب من العقوبات ورفع احتمال اتخاذ إجراءات جديدة ضد الشركات والهيئات المشاركة.
وأضافت الصحيفة أن نيلسون أبلغ المسؤولين الاتراك في اجتماع بهذه العقوبات.
وقالت وزارة الخزانة في بيان يوم الخميس إن نيلسون قام بدفعة مماثلة في الإمارات، مؤكدا أيضا أن الولايات المتحدة مستعدة "لاتخاذ إجراءات إضافية ضد أولئك الذين يتهربون أو يسهلون التهرب من العقوبات".
وقال المسؤول الكبير للصحيفة الأمريكية إن هذه الأنشطة شملت صفقات مع شركات روسية يعاقب عليها، وتجارة مع روسيا في منتجات أمريكية الصنع، وتصدير ما يسمى بالسلع ذات الاستخدام المزدوج إلى روسيا، مثل البلاستيك والمطاط والإلكترونيات التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية.
وفي الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة طيران "كراتول" مقرها الإمارات، متهمة إياها بتوفير طائرات لشركة فاغنر العسكرية الخاصة القريبة من بوتين والتي قالت إنها استخدمت لنقل "الأفراد والمعدات" بين جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا ومالي، حسبما ذكرت وزارة الخزانة.
وصور المسؤولون الإماراتيون بلادهم على أنها وسيط محايد في الصراع، حيث تستضيف تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا مع الاستمرار في التواصل مع المسؤولين الروس.
قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، للصحفيين العام الماضي: "هناك العديد من الروس الذين لم يخضعوا لعقوبات ويهتمون بملاذات أكثر أمانًا". وأضاف "هؤلاء الأفراد غير الخاضعين للعقوبات لا علاقة لهم بالحرب ومحاولة جمعهم معاً في قضايا أكبر أمر إشكالي".