أحدث الأخبار
  • 07:50 . صحيفة إسرائيلية: أبوظبي امتنعت عن إدانة اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال" حفاظاً على مصالحها... المزيد
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد

ما أجمل الوِفاق وما أقبح الشِّقاق!

الكـاتب : خالد الظنحاني
تاريخ الخبر: 16-10-2014

الوفاق في اللغة يأتي بمعنى وافقَ، ووافقَ على، أي اتفاق كامل علَى انسجامٍ واتِّحادٍ وملاءمةٍ في الرّأْي حول موضوعٍ ما، ووِفاق القلوب هو اتّحادها.

والشقاق والخلاف في المعنى واحد، فهو النِزاع والخُصومة وغلبة العداوة، نقول: شاقَّه مُشاقَّةَ وشِقاقاً أي خالفه وكان ضدَّه ولم يوافقه. إلا أن الخلاف غير الاختلاف؛ ذلك أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، كما أن الاختلاف في آراء العلماء رحمة بالعباد، وهذا ما قاله الإمام مالك رضي الله عنه، لهارون الرشيد عندما أشار عليه أن يحمل الناس على كتبه: »يا أمير المؤمنين، إنَّ اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمّة، كلٌّ يتَّبع ما صحَّ عنده، وكلهم على الهُدى، وكلٌّ يريد الله تعالى«.

فضلاً عن ذلك، فإن اختلاف الأذواق عند أهل التجارة نعمة، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع وكسدت الأسواق.

وليس هناك أجمل من الوفاق بين الناس، فمن خلاله يزدهر الحب، ويعم السلام وتتسامح النفوس وتتلاحم القلوب، ويعيش الناس حياة هانئة فارهة، وارفة شارقة، فلماذا التباغض والحقد والهجران؟ هل من فائدة مرجوة منه؟ وهل سيؤدي إلى نتيجة إيجابية؟ حتماً لا، بل إن الخسران هو السائد، وجميع أطراف النزاع في هذا الخصوص سواء. ورغم علمهم بذلك؛ يكابرون ويصرون على سلوك طريق الخصومة.. إنها النفس البشرية التي متى ما روّضها صاحبها على البغض ونبذ الآخر؛ تعثرت وعاثت في الأرض خصاماً، فما أقبحها من نفس.

يخبرني أحد الأصدقاء، أنه كان على نزاع دائم مع إخوته، خصوصاً بعد وفاة والده الذي ترك خلفه شركات تجارية وأموالا طائلة، فكان لا يمرّ يوم إلا وينشب بينهم خلاف، سواء على الميراث أو على الربح وغيره، وكان يعلم هو وإخوته أن شركاتهم تتكبد الخسائر بسبب عدم الوفاق.

وبما أنه الأخ الأكبر وهو الذي يتولى زمام الأمور، فضلاً عن أنه هو المتسبب الأول في هذه الخلافات، ألهمه الله تعالى أن يذهب إلى أحد حكماء المدينة ليخبره بالأمر، فأخذ الحكيم يغدق عليه بالكلام الطيّب ويضرب له الأمثلة في جمال الوفاق وقبح الشقاق إلى أن تشبّع صاحبنا، فرجع إلى عائلته وجمعهم إليه وتصالحوا بفضل الله، وعادت روح المحبة والتسامح بين أفراد العائلة، وبالتالي زادت أرباح شركاتهم أضعافاً مضاعفة.

وفي ذات ليلة، كنت في مجلس إحدى الشخصيات المهمة في الدولة، وهو من الرجال المحبين جداً للوفاق، وقد حدثني قائلاً: »كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أجمل الناس في الوفاق، فقد سعى بين شيوخ وقبائل الإمارات بالخير فألّف بين قلوبهم وأنشأ دولة الاتحاد، كما ساهم في التوفيق بين ملوك ورؤساء دول الخليج العربية وتم إنشاء مجلس التعاون الخليجي، في حين أنه كان أول من يبادر بالمصالحة بين القادة العرب، ويحرص على جمعهم على كلمة واحدة.

فضلاً عن ذلك، فإنه أحد أبرز السباقين في مد يد العون لكل محتاج في مشارق الأرض ومغاربها، من دون تمييز بين عرق أو لون أو معتقد، فقد كان رحمه الله محباً للناس جميعاً«.

كيف لا؟ وهو القائل: »إنني منذ بداية خلافات العالم العربي إلى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً، وأسعى دائماً وأود أن أبذل الجهد وأصرف المال من أجل ألا يختلف الشقيق مع شقيقه«. لعمري إنك عظيم يا »زايد الخير«، فمن خلال عبقريتك نتعرف إلى الوفاق الحقيقي.