سلط مركز مناصرة معتقلي الإمارات، الضوء على الدعاة المنسيين في سجون أبوظبي، والذين انتهت الأحكام القضائية بحقهم، إلا أن سلطات أمن الدولة ترفض الإفراج عنهم وتستمر باحتجازهم بشكل غير إنساني.
وقال المركز، إن الدعاة الشيخ محمد الصديق، وعبدالسلام درويش، والداعية أحمد السويدي، والدكتور علي الحمادي، لم يسلموا من حملة الاعتقالات القمعية التي شنتها سلطات الدولة في 2012، والتي شملت ما يمكن وصفهم بنخبة المجتمع الإماراتي من مفكرين وأساتذة جامعات ومحامين وقضاة ومعلمين وحتى الطلاب.
وأشار المركز إلى أن مشروع التسامح والتعايش الإماراتي بين الأديان، يبدو أنه لا يشمل دعاة الدين الإسلامي الذين تنظر لهم السلطات الإماراتية على أنهم إرهابيون.
وأوضح أن هؤلاء الدعاة والعلماء لم يشفع دورهم المميز في المجتمع الإماراتي، ولا حتى جوائز التكريم التي كانت تمنحها لهم الدولة قبل أن تصنفهم بأنهم معارضون وتزجهم بالسجون.
"الشيخ محمد الصديق"
أحد أبرز الدعاة المعتقلين، الشيخ محمد الصديق، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجلس إدارة رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي.
والشيخ الصديق حاصل على ماجستير الفقه وأصوله من الكلية الشرعية في الرياض، وقد عمل مدرساً بقسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة من 2001 إلى 2007، كما أنه عضو في عدد من الهيئات الشرعية في المؤسسات المالية الإسلامية.
يحتل الصديق مكانة علمية مميزة، وقد حازعلى العديد من جوائز التكريم، منها جائزة (مواطنون على درب التميّز) و(جائزة راشد للتفوق العلمي)، كما أنه كان ناشطاً في العمل الدعوي بشكل ملحوظ، إذ كان يقدم برنامجاً دينياً على قناة الشرق، وعمل أيضاً مشرفاً على مركز زايد لتحفيظ القرآن.
"عبدالسلام درويش"
من بين الدعاة المعتقلين أيضاً، عبدالسلام درويش، الذي كان يعمل رئيساً لقسم الاستشارات الأسرية في محاكم دبي، ويعد من أبرز المصلحين الأسريين في الإمارات، وقد ساهمت جهوده في الإصلاح بين الكثير من العائلات الإماراتية.
كما كان لدرويش جهود مميزة في العمل الدعوي، إذ عمل مشرفاً عاماً لقناة بداية الفضائية، وهي قناة إسلامية، تبث دورساً دينية وتنشط في المجال الدعوي.
"أحمد السويدي"
إضافة إلى الصديق ودرويش، تعتقل سلطات أبوظبي الداعية أحمد السويدي، وهو من أبرز الدعاة في الإمارات، حيث عمل قبل اعتقاله نائباً لرئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي للقرآن، التي تعد أحد أكبر الجوائز القرآنية في العالم العربي.
امتاز السويدي بنشاطه الدعوي المكثف، وعمل مديراً للمعهد العلمي الإسلامي بعجمان ومدير مركز المعهد العلمي الإسلامي لتعليم الكبار، وكان لديه حضور لافت في المراكز الإسلامية، حيث كان يلقي محاضرات دينية.
"علي الحمادي"
قائمة الدعاة المعتقلين في الإمارات، تمتد أيضاً لأحد أبرز الدعاة في سجون أبوظبي، وهو الدكتور علي الحمادي، الذي رغم عمله في مجال الإدارة، كان له نشاط دعوي كبير، وظهور لافت في القنوات التلفزيونية، إذ ترأس إدارة قناة (حياتنا) وقدّم العديد من البرامج الدعوية الهادفة مثل (أنت الحياة)، (قصة التمكين)، وتم عرض بعض برامجه على قناة "اقرأ"، و"البداية".
كما أشرف الحمادي على مواقع دعوية أيضاً، حيث كان مشرفاً عاماً لموقع "إسلام تايم"، وقد امتد نشاطه الدعوي ليشمل حتى القنوات المحلية في الإمارات، إذ ظهر في مرات كثيرة على قنوات أبوظبي ، دبي، الشارقة، وعجمان.
ولاشك اعتقال هؤلاء الدعاة ترك في المجتمع الإماراتي مساحة لا يمكن لأحد أن يملأها، وأدت إلى تجريف العمل الدعوي في الإمارات، إذ تفتقد الإمارات بشكل واضح اليوم لأمثال هؤلاء، وفق مركز مناصرة معتقلي الإمارات.
ويعاني الدعاة أصحاب التاريخ المشرف بتأسيس القنوات الدعوية ومراكز التحفيظ والمعاهد الإسلامية من النسيان في سجون أبوظبي، حيث لا تكاد تسمع لهم ذكراً، لكن تاريخهم لا يمكن أن ينسى أو يطوى، وفقا للمركز.