قالت وكالة رويترز اليوم الخميس، إن أبوظبي اتخذت إجراءات احتياطية في الفترة الأخيرة تجاه "الأطراف المتحاربة" في السودان، بعد سنوات من دعم محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات "الدعم السريع".
وذكرت الوكالة، في تقرير لها حول الأطراف الخارجية الداعمة لطرفي الصراع في السودان، أن أبوظبي كانت أهم حليف إقليمي لحميدتي قبل الصراع.
وأشارت إلى أن حميدتي قدم نفسه على أنه حصن ضد الفصائل ذات التوجهات والميول الإسلامية التي رسخت جذورا عميقة في الجيش والمؤسسات الأخرى في عهد البشير، حيث تسعى أبوظبي بقوة إلى دحر نفوذ الإسلاميين في جميع أنحاء المنطقة.
وقال أندرياس كريج الأستاذ المساعد في كينجز كوليدج بلندن إن أبوظبي وفرت لحميدتي، الذي نمت ثروته من خلال تجارة الذهب، منصة لنقل وتوجيه موارده المالية وكذلك الدعم فيما يتعلق بالعلاقات العامة لقوات الدعم السريع.
ومع ذلك، يقول محللون إن أبوظبي سعت أيضا إلى التحوط في رهاناتها، والاحتفاظ بعلاقاتها مع البرهان والجيش والانضمام إلى المجموعة الرباعية، وهي مجموعة تصدرت العمل الدبلوماسي بشأن السودان وتضم أيضا الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا.
وقال كريج "في حين أن أبوظبي تدعم علنا نهج السياسة الذي تتبعه المجموعة الرباعية، إلا أنها تستخدم شبكاتها لصنع مركز تأثير بديل مع حميدتي وقوات الدعم السريع".
وحول الدعم الذي يتلقاه الطرف الآخر (البرهان)، قالت رويترز إن أهم داعم للبرهان هي مصر التي تشترك في حدود مع السودان، عبرها أكثر من 40 ألف شخص منذ بدء القتال.
وتعد مصر إحدى أهم الدول العربية لحليفة للإمارات، وتلقى رئيسها السيسي دعماً سخياً من أبوظبي خلال وبعد إطاحته بأول رئيس منتخب محمد مرسي، ذي الميول الإسلامية، في 2013.
وفي مصر والسودان، لعب الجيش دورا مهيمنا في العقود التي تلت الاستقلال وتدخل في أعقاب الانتفاضات الشعبية. ففي مصر قاد قائد الجيش السابق، الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، الإطاحة بمرسي. وفي السودان قاد البرهان انقلابا عسكريا في عام 2021.
ويقول دبلوماسيون ومحللون إن مصر تشعر بالراحة في التعامل مع البرهان وتعتبره الضامن الأكثر ترجيحا لمصالحها، بما في ذلك في المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي الذي يجري بناؤه على منابع النيل الأزرق.
وأدى الصراع إلى حرب مفتوحة في العاصمة الخرطوم، وأثار اضطرابات جديدة في إقليم دارفور بغرب البلاد. ونزح مئات الآلاف داخل السودان، وفر 100 ألف عبر الحدود.