حذّر عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر، من دور أبوظبي في المنطقة، عقب انقلاب النيجر الأخير، مشيرا إلى أن لديه معلومات بخصوص تطبيع وشيك لتونس مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن زارها مسؤول في دولة خليجية مؤخرا (لم يسمها).
وكان يشير "بن قرينة"، إلى زيارة الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة خلال الأيام الماضية، لتونس ولقائه برئيسها قيس سعيد، وفق ما أوردته صحيفة "القدس العربي" اللندنية.
وقال بن قرينة الذي يشارك حزبه في الحكومة الجزائرية، في ندوة عقدها بخصوص تداعيات الأزمة في النيجر، إن “دولة خليجية وظيفية، هي دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة.
ولفت إلى أن "هذه الدولة الخليجية هي من كانت وراء الخلافات بين قطر والسعودية، ووراء استفحال الأزمة في اليمن من خلال الوقوف وراء التحالف بين عبد الله صالح وجماعة الحوثي".
وعاد بن قرينة إلى دور أبوظبي في محيط الجزائر، موجها نداءه للمسؤولين بالقول: "أتمنى من الدولة الجزائرية، بل أجزم أن عينها مفتوحة بعد الزيارات المشؤومة لتونس مؤخرا من أجل شراء التطبيع، وقد يكون قريبا وقريبا جدا، وأعني ما أقول".
وتابع بن قرينة المحسوب حزبه على التيار الإسلامي، أن "هذه الدولة الخليجية في فترة الحراك الشعبي في الجزائر (2019)، أرادت أن تشتري من النيجر قاعدة عسكرية توظفها للصهاينة على حدود الجزائر، وتدخلت القيادة العسكرية الجزائرية بكل ما تملك من إمكانيات لتتخلى النيجر عن ذلك الطلب".
وكشف أن "الإمارات أرادت أن تشتري مطارا عسكريا في موريتانيا من أجل الغرض نفسه، قائلاً: “يقال ولم نرَ تكذيبا من السلطات الموريتانية، أن مسؤولا رفيعا في موريتانيا زار الكيان الصهيوني مؤخرا من أجل هذا المطار، حيث سيكون مموّلا من الدولة الخليجية ويكون فيه الكيان الصهيوني".
وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية قبل أسابيع، قد نقلت عن مصادر وصفتها بالموثوقة، أن أبوظبي تمارس ضغطا رهيبا على موريتانيا لأجل الالتحاق بقافلة المطبعين والاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت أن وزير الدفاع الموريتاني زار مؤخرا "إسرائيل"، مرورا بإمارة دبي، وأقام فيها لبعض الوقت، في إطار رحلة أشرف على تنظيمها مسؤولون إماراتيون.
ويأتي ما قاله بن قرينة حول دور أبوظبي، في أعقاب هجوم إعلامي غير مسبوق في الجزائر على الإمارات، حيث ذهبت صحيفة "الخبر" الجزائرية في مقال لها، إلى حد وصف ما تقوم به الإمارات ضد الجزائر بـ"الأعمال العدائية والممارسات الشيطانية".
وتحدثت عن "تسخير أبوظبي إمكانات مالية ومادية ضخمة من أجل محاولة زعزعة أمن واستقرار المنطقة خاصة الجزائر".
على المستوى الرسمي، تبدو العلاقات طبيعية بين الدولتين، إذ لم يسبق لمسؤول جزائري أن هاجم أبوظبي.
وتعود آخر مكالمة جمعت وزيري خارجية البلدين الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وأحمد عطاف إلى نهاية يونيو، حيث هنأت أبوظبي الجزائر على انتخابها عضواً غير دائم بمجلس الأمن.