تحيي دولة قطر اليوم الإثنين، ذكرى تأسيسها على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، في 18 ديسمبر 1878، فيما تفرض الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نفسها على الحدث هذا العام.
وتقرر تأجيل المسير الوطني، الذي يقام سنوياً على كورنيش الدوحة، ويعد ذروة الاحتفالات القطرية بالمناسبة، واقتصار الاحتفالات في هذا العام على إحياء الموروث الثقافي والاجتماعي لدولة قطر، والمتمثل بـ"درب الساعي"، الذي يحاكي في الشكل المدينة القطرية القديمة، بهدف ربط الجيل الحالي بحياة الأجداد وتعريفهم بحياة القطريين قديماً.
كما أطلقت هيئة تنظيم الأعمال الخيرية حملة "واجب فلسطين" الإغاثية، لمساعدة المتضرّرين من العدوان على قطاع غزة.
في السياق، نقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن نائبة رئيس مجلس الشورى القطري حمدة بنت حسن السليطي، قولها إن "ذكرى اليوم الوطني لهذا العام تأتي في ظروف استثنائية، يتعرض فيها أشقاؤنا في قطاع غزة لعدوان ممنهج وإبادة جماعية"، مضيفة: "لم تدخر دولة قطر جهداً في دعم صمود إخواننا في فلسطين، عبر سعيها الدؤوب لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، وقيادتها جهود الوساطة الدولية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة إنسانية حقناً لدماء الأبرياء".
ولفتت السليطي إلى أن "الجهود القطرية بالشراكة مع الدول الفاعلة أسفرت عن هدنة جرى بموجبها وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، كما جرى بموجب الوساطة القطرية بين حركة حماس وإسرائيل تبادل للأسرى، وهو ما قوبل بإشادة دولية واسعة".
كما أكد الكاتب الصحافي القطري عيسى آل إسحاق للصحيفة أن التكاتف من أبناء الشعب القطري وقيادته تجاه أوضاع غزة، والشعب الفلسطيني عموماً، دليل على افتخار قطر بقوميتها العربية وعقيدتها الإسلامية.
وأضاف أن قرار إلغاء المسير العسكري من الاحتفالات في اليوم الوطني ليس مستغرباً، فأحداث حلب تشهد بذلك، حيث سبق لدولة قطر أن الغت احتفالاتها الوطنية تضامناً مع ما تعرض له الشعب السوري في حلب من مذابح على يد النظام عام 2016.
وشهد العام الحالي سلسلة وساطات ناجحة قامت بها الدبلوماسية القطرية لتفكيك عدد من النزاعات، كان أبرزها، والتي لا زالت مستمرة، التوصل إلى هدنة وتبادل للأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في اليوم الـ47 من الحرب العدوانية التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة.
وعلى الرغم من استئناف العدوان، فما زالت الوساطة القطرية جارية بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ73 حيث خلف قرابة 19 ألف شهيد وأكثر من 51 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب دمار هائل بالمباني السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.