أثار الفيلم الوثائقي الاستقصائي، الذي بثته شبكة "بي بي سي عربي" الثلاثاء، حول تورّط أبوظبي في تمويل اغتيالات سياسية في اليمن تفاعلا واسعا على مواقع التواصل، وسط مطالبات لذوي الضحايا برفع قضية ضد حكومة أبوظبي بالمحاكم الدولية بعد كل هذه الأدلة والوثائق.

وكان تحقيق استقصائي لشبكة "بي بي سي" البريطانية، نشر أمس الثلاثاء، قد كشف تجنيد دولة الإمارات مرتزقة أمريكيين وعناصر سابقين في القاعدة لحساب وحدة النخبة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الممولة من أبوظبي، لاستهداف سياسيين، الغالبية منهم أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، بينهم رئيس الحزب في عدن إنصاف مايو.

وفي هذا الشأن، قال رئيس الرابطة الإمارتية لمقاومة التطبيع، أحمد الشيبة النعيمي: 40  دقيقة صادمة.. أكبر فضيحة عن جرائم حكومة الامارات تعرضها قناة بي بي سي البريطانية في تحقيق استقصائي استثنائي".

وأضاف "جرائم اغتيالات ممنهجة في جنوب اليمن في حق أئمة وإصلاحيين وناشطين على يد مرتزقة أمريكان يعملون لدى الحكومة الإماراتية".

وتابع: "بأي دين تدينون يا من تدعون السلام والتعايش والتسامح؟ من يفتي لكم؟ لماذا ورطتم الإمارات وأبناءها بهذه الأدوار البشعة؟  ما الذي صنع منكم وحوش؟

من جانبه، علق الناشط الإماراتي عبدالله الطويل على تورط أبوظبي في تنفيذ اغتيالات في اليمن بالقول: "هل عرفت عزيزي الإماراتي أن الإمارات أصبحت مكروهة ليس لأن العرب يحسدونها ولكن لأن حكومتها تمارس جرائم في الدول العربية وتسعى في دمارها وتخريبها؟

رئيس المركز القومي الاستراتيجي تاج السر عثمان علق قائلاً: لك أن تتخيل أن دولة عربية تتعاقد مع مرتزقة شوارع وعصابات مافيا أجانب لتنفيذ اغتيالات في بلد عربي شقيق !

وتابع: "هذا ما فعلته الإمارات لتسجل سابقة دنيئة في تاريخ العرب، لا حافظوا على قيم العروبة والجوار، ولا كانوا على قدر الخصومة ليواجهوا كالرجال".

بدوره، قال الصحفي الأردني البارز ياسر أبوهلالة: "لم نسمع أي مسؤول إمارتي يرد على الوثائقي الذي أنتجته BBC الفيلم يتحدث عن جرائم مروعة بحق ناشطي حقوق الإنسان والسياسيين مختلفين مع الإمارات".

وأضاف "كل شيء في الفيلم قدرت أفهمه إلا اغتيال هذا الفتى انتقاماً من أمه الناشطة الحقوقية هدى الصراري، ولم نسمع ردا من الحكومة الأميركية التي يمارس مرتزقتها القتل على أرض اليمن".

من جانبه، قال الإعلامي اليمني عبدالرحمن المصري إن: "ما كشفته قناة bbc عربي في الفيلم الاستقصائي و لا يجي 01% من جرائم الاغتيالات التي مولتها الامارات في اليمن و قام بها مرتزقة اجانب و محليين باقي جرائم اغتيالات كثير من القادة لازالت مخفيه و سيكشف عنها النقاب مستقبلا بإذن الله تعالى و من قام بذلك لن ينجوا من العقاب.

الصحفي اليمني محمد الجرادي قال هو الآخر: "الفيلم عن جرائم اغتيالات في جنوب #اليمن، الذي عرضته قناة BBC  بعنوان "المرتزقة الأمريكان لدى الإمارات في اليمن" توثيق رهيب للتاريخ، باعتراف المرتزقة أنفسهم في الفلم أنهم يعملون مع الإمارات ويتلقون المعلومات عن الاشخاص منها، عشرات القيادات المدنية والعسكرية في ذمة بن زايد واخوانه".

من جانب، قال مستشار وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، مختار الرحبي: "منذ اول يوم تحدثنا أن الإمارات هي من قامت بعمليات الاغتيال بحق المشائخ وقيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح وهذا الوثائقي الذي بثته قناة BBC عربي يفضح دور الإمارات في استقدام مرتزقة لتنفيذ تلك العمليات وما خفي كان أعظم".

وزير الثقافة اليمني السابق، خالد الرويشان علق قائلا: "انتهيت للتو من مشاهدة تحقيق قناة B B C العربية عن استئجار الإمارات لمرتزقة إسرائيليين وأمريكان لاغتيال سياسيين يمنيين في عدن خلال سنوات 2016 - 2020 .. اعترافات المرتزقة مذهلة!

بدوره، قال عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات باليمن: "كانت عمليات الاغتيالات تمكث عقود حتى ينكشف السر، أما اليوم لم يعد الأمر يحتاج سوى بضع سنوات حتى يبيع المرتزقة لسانهم كما باعوا رصاصهم".

وكان تحقيق "بي بي سي" قد كشف أن أكثر من مئة شخص قتلوا خلال فترة ثلاث سنوات بعدما تولّت الإمارات المسؤولية الأمنية في الجنوب، حيث كان تنظيم "القاعدة" يحقق مكاسب على الأرض.

وقالت "بي بي سي" إن العديد من الذين اغتيلوا كانوا عناصر من حزب "الإصلاح"، الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين.

وأجرت "بي بي سي" في تقريرها مقابلة مع جندي سابق في البحرية الأميركية، أصبح في ما بعد رئيساً لشركة أمنية خاصة، قال إنه كان واحداً من العديد من الأميركيين الذين استأجرتهم الإمارات لتنفيذ اغتيالات.

وبحسب التقرير، فقد شملت مهماته محاولة اغتيال أنصاف مايو، وهو سياسي يمني وزعيم حزب الإصلاح في عدن، المقر المؤقت للحكومة اليمنية.

ولفت التقرير إلى أن مرتزقة أميركيين قاموا أيضاً بتدريب ضباط إماراتيين، درّبوا بدورهم يمنيين على تنفيذ عمليات اغتيال، مما يجعل تعقبهم إلى الإمارات أمراً صعباً.

واستشهد التحقيق بـ"أكثر من عشرة" مصادر يمنية أكدت هذه المزاعم، بينها رجلان قالا إنهما تدربا على يد جنود إماراتيين لتنفيذ اغتيالات غير مرتبطة بالإرهاب.

لكن مسؤول إماراتي نفي في بيان لوكالة فرانس برس بأن "المزاعم المتعلقة باغتيال أفراد لا علاقة لهم بالإرهاب كاذبة ولا أساس لها من الصحة".

أضاف "لقد دعمت الإمارات عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن بدعوة وعلم الحكومة اليمنية وحلفائها الدوليين".

وتابع المسؤول "لقد تصرفت دولة الإمارات العربية المتحدة وفقاً للقانون الدولي المعمول به خلال هذه العمليات".